شدد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أول أمس بمدينة تيانجين الصينية على ضرورة مواصلة الحوار والتشاور بين الدول العربية والصين من أجل تنسيق المواقف بشأن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال السيد مدلسي في كلمة ألقاها في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني التي انطلقت أول أمس أن ''المكانة التي أصبحت تحتلها البلدان العربية والصين تفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة مواصلة التشاور والحوار من أجل تنسيق المواقف تجاه القضايا الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك''. وفي هذا السياق أضاف الوزير قائلا ''إن الجانبين مطالبان بمواصلة جهودهما المشتركة والرامية الى إصلاح ودمقرطة منظومة الأمم المتحدة'' مؤكدا في هذا السياق بأن ''التعاطي مع البعد الجماعي للأمن في العالم لاسيما مع تنامي ظاهرة الأرهاب يتوجب علينا جميعا ارساء قواعد صلبة لتعاون فعال وجاد قصد محاربة هذه الظاهرة ومعالجة اسبابها''. وأبرز أهمية ترقية حوار الحضارت وتحالفها بما يعزز قيم التعايش السلمي والاحترام بين أتباع كل الديانات بعيدا عن التشهيروالإساءة التي تستهدف شعوبا بأكملها. كما أوضح أن علاقات الصداقة والتضامن القائمة بين الجانبين تستوجب العمل على تأكيد مواقفها الداعمة للقضايا العادلة، مذكرا في هذا الصدد بأن الدول العربية ''لاتتردد في الإعراب عن موقفها الداعم لمبدأ الوحدة الترابية للصين''. وأبرز الوزير من جهة أخرى دعوة الصين إلى الاسراع بحل قضية الشرق الاوسط وفق الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ومواصلة الضغط على اسرائيل لثنيها عن الاستمرار في مشاريعها الاستيطانية الاستفزازية وانهاء احتلالها لكافة الأراضي العربية المحتلة من خلال تمكين سوريا من استعادة الجولان المحتل وضمان سلامة الأراضي. ولدى تطرقه للتعاون العربي الصيني قال المسؤول الأول للدبلوماسية الجزائرية ''لقد قطعت علاقات التعاون والشراكة بين الجانبين في السنوات الست الماضية اشواطا معتبرة في مختلف المجالات بفضل التزام الطرفين بالأهداف التي سطرها المنتدى في دوراته السابقة''. وعبر السيد مدلسي عن يقينه بأن الشراكة الاستراتيجية العربية-الصينية'' ستحقق نتائج مثمرة تتجاوز حتما ما حققته الشراكة الثنائية نظرا لفرص التعاون الهائلة التي تنجم عن تكامل الامكانيات التي يتوفر عليها الجانبان وبفضل المستوى المتطور الذي بلغته كل من الصين والدول العربية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية''. وبخصوص العلاقات الجزائرية-الصينية نوه السيد مدلسي بمستوى العلاقات بين البلدين والتي - كما قال- عرفت ''تطورا ملحوظا'' خاصة بعد توقيع رئيسي البلدين على إعلان إقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين في نوفمبر .2006 وأضاف الوزير في هذا الصدد قائلا أن هذه ''الشراكة قد أثمرت في ظرف وجيز عن بإرساء تعاون نموذجي في المجال الاقتصادي والاستثماري وتحويل التكنولوجيا وتطوير الموارد البشرية بالإضافة إلى إقامة حوار وتشاور سياسي بناء بين البلدين''. كما تحادث السيد مراد مدلسي بتيانجين (الصين) مع نظيره الصيني السيد يانغ جيشي على هامش انعقاد الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني حسبما أفاد به أمس بيان للوزارة. وأكد المصدر أن الوزيرين استعرضا خلال هذ اللقاء ''الودي'' وضع التعاون الثنائي وآفاق تعزيزه في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين. كما أعرب الوزيران عن ارتياحهما لنوعية العلاقات الثنائية ''المثالية'' والتزما بتعزيزها وتوسيعها لتشمل كافة مجالات التعاون المحتملة. وتبادل السيد مدلسي مع نظيره الصيني وجهات نظر حول المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.