وضع حزب الله قواته العسكرية في حالة استنفار قصوى تحسبا لأي اعتداء إسرائيلي محتمل بسبب المناورات العسكرية التي شرعت فيها قوات الدفاع المدني منذ الأحد الأخير وتدوم أسبوعا كاملا بدعوى استعدادها لأي هجوم خارجي عليها.وقال الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب الله في جنوب لبنان أن ''مقاتلي الحزب تلقوا أوامر بالاستعداد التام لمواجهة المناورة العسكرية الإسرائيلية'' وأضاف أن الآلاف من المقاتلين لن يشاركوا في الانتخابات البلدية في جنوب لبنان من اجل التصدي لأي اعتداء محتمل من قبل إسرائيل. وتوعد مسؤول حزب الله إسرائيل انه ''في حال حدوث أي عدوان جديد على لبنان فإن الإسرائيليين لن يجدوا مكانا يهربون إليه في فلسطين المحتلة'' في إشارة إلى تكرار تجربة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي خرج منها جيش الاحتلال بهزيمة نكراء. وتجري إسرائيل مناورة سنوية للدفاع المدني تستغرق أسبوعا وتهدف إلى التأكد من الاستعدادات الميدانية لأجهزة الإنقاذ والإغاثة في حال حصول هجوم بالصواريخ على الدولة العبرية. وكان ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي أن هذه المناورة مقررة منذ وقت طويل ولا علاقة لها بالوضع على الحدود الشمالية لكنه أشار إلى أن إسرائيل عمدت كما في السنوات الماضية إلى نقل رسائل إلى جيرانها خاصة سوريا لطمأنتهم حول نواياها. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن احتمالات حدوث مواجهة جديدة بين حزب الله وإسرائيل بعدما اتهمت هذه الأخيرة سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ ''سكود'' البعيدة المدى الأمر الذي نفته كل من دمشق وحزب الله وحتى السلطات اللبنانية. ويأتي تزايد المخاوف من حدوث انزلاق عسكري جديد في المنطقة بين لبنان وإسرائيل في وقت يشرع فيه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يوم غد في أول زيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدة يلتقي خلالها بالرئيس باراك اوباما. وقال محللون أن الحريري سيسعى خلال زيارته التي تستغرق خمسة أيام الحصول على ضمانات من الإدارة الأمريكية بأنها ستستخدم نفوذها لدى إسرائيل لتهدئة التوتر القائم على خلفية تقارير إسرائيلية عن تعزيز ترسانة سلاح حزب الله. وقال مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية أسامة صفا أن رئيس الحكومة ''سيسعى إلى الحصول على ضمانات من واشنطن ضد أي مغامرة إسرائيلية جديدة في لبنان''. وأضاف انه ''يود التأكد من ان الضوء الأحمر المفروض أمريكيا على أي عمل عسكري إسرائيلي مستمر وهو ما سيجعل الحريري يطالب بضمانات أمنية''. وكان الحريري سارع خلال الأسابيع الماضية إلى نفي حيازة حزب الله على صواريخ سكود بعدما أبدى تخوفات من أي ضربة عسكرية إسرائيلية جديدة وذلك بعد مرور أربع سنوات على الحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في صيف .2006 ثم أن زيارة الحريري إلى الولاياتالمتحدة تأتي بعد زيارة قام بها الثلاثاء الأخير إلى سوريا قالت مصادر مقربة منه أنها تندرج في إطار جولة تناولت التطورات الإقليمية بينما يؤكد محللون أنها ضرورية كي لا تدرج زيارة واشنطن في إطار الانحياز ضمن المحور الأمريكي.