كشف مدير شركة سونلغاز بولاية برج بوعريريج لجريدة ''المساء''، أنه تم تخصيص مبلغ يقدر ب 14 مليار سنتيم، وهذا في إطار الاحتياطات المتخذة هذه السنة لمواجهة مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وبالخصوص في فصل الصيف، خاصة بعد أن أصبحت مختلف الشبكات تعرف زيادة على الطلب من طرف المستهلكين، وهو ما يؤدي إلى خلق المشاكل نتيجة بلوغ المحولات الكهربائية درجة التشبع، وهو الأمر الذي ينعكس على الخدمات المقدمة بسبب شدة التيار أو الانقطاع الكلي. وفي هذا الشأن أكد أن دراسات أنجزت قصد تحديد معظم النقاط السوداء على مستوى البلديات لتفادي المعاناة في ظل الانقطاعات المتكررة بمختلف البلديات، وهو ما خلف موجة من الاستياء بين المواطنين. مؤكدا أنه تم تسطير برنامج للتخفيف من حدة هذه الانقطاعات، وهذا بتحديث الشبكات القديمة خاصة وأنها لم تعد تتحمل الطلب المتزايد في ظل توسع النسيج العمراني الحالي، سواء بعاصمة الولاية أو بباقي البلديات الأخرى، وأوضح أن الفرق التقنية خلصت في دراستها إلى تحديد قائمة للنقاط السوداء، تم من خلالها تحديد برامج لإقامة 14 محولا جديدا للكهرباء وسط التجمعات السكانية تعمل على مضاعفة شدة التيار الكهربائي وتقريب منابع توزيع الكهرباء من السكنات، بغية تطوير المنظومة الكهربائية والحد من الانقطاعات، وكذا التخفيف على المحولات الموجودة، وذلك بتوزيع الخطوط الكهربائية على المحولات الإضافية، كما سيتم إنجاز محولين كبيرين بكل من بلدية المهير الواقعة بالجهة الغربية للولاية، وكذا ببلدية العناصر، خاصة أن طلبات سكان هاتين البلديتين تعرف تزايدا مستمرا. أما عن التجاوزات التي تحدث، فصرح المدير أنها أثرت هي الأخرى بالسلب على نوعية الخدمات التي تقدمها الشركة من خلال تعرض معدات المحولات الكهربائية للسرقة بمختلف جهات الولاية، وأكد أن مصالح الأمن من جهتها فتحت تحقيقات لتوقيف العصابات المختصة في السرقة والتي كبدت الشركة خسائر مادية معتبرة تضاف إلى الخسائر الناجمة عن نسبة الضياع في الكهرباء، والتي قدرت خلال العام الماضي ب 93,10 % أي ما يعادل 22 مليار و700 مليون سنتيم، مقارنة بالكمية الإجمالية المسوقة ومبالغ البيع المحصلة. وأوضح أن النسبة المسجلة لا تعود إلى تحايل الزبائن في سرقة الكهرباء أو الغش بتمرير التيار بدون عداد، بل تعود إلى عدة اعتبارات تتعلق بشقين، الأول خاص بأمور تقنية بحتة ويتمثل في نسبة الضياع عبر الخطوط الكهربائية التي تقدر حسب الخبراء بنسبة 07% عندما تكون شبكة التوزيع والتوصيل جديدة وتختلف باختلاف نوعية الشبكة، حيث تتضاعف نسبة الضياع في الشبكات القديمة، أما السبب الثاني فيتعلق بعدة عوامل على رأسها عمليات السرقة، وكذا الغش في التوصيل، فضلا عن عدم معاينة العدادات من قبل مصالح الشركة لعدة اعتبارات. وبخصوص تأخر إصلاح الأعطاب ببعض المناطق، خصوصا النائية منها بولاية برج بوعريريج، أشار ذات المتحدث إلى أنه يجري الآن التفكير في العمل بنظام ''السكادا '' أو ما يعرف بجهاز التحكم في الشبكة الكهربائية، الذي يمكن من خلاله ضبط مواقع العطب عبر شاشة مخصصة في الجهاز مباشرة بعد وقوع الانقطاع. وأوضح أن العمل يتم حاليا بالولاية وفق النظام القديم، وهو الأمر الذي لا يمكن مصالح الشركة من معرفة مواقع الانقطاع إلا بعد الاتصال من قبل المواطنين أو مصالح الحماية المدنية والأمن، الأمر الذي ينعكس سلبا على التدخل الآني في مثل هذه الحالات من قبل أعوان الصيانة والفرق التقنية.