عرضت بالمسرح الوطني الجزائري في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي تختتم فعالياته اليوم، مسرحية ''يمينة'' لتعاونية الباهية وهران، من تمثيل مليكة يوسف ووهيبة عدلان وإخراج محمد أدار.وفي هذا السياق التقت ''المساء'' بالمخرج محمد أدار الذي تخرج من الدفعة الأولى بالمعهد سنة 1964 ومثل وأخرج العديد من الأعمال المسرحية ومن ثم أسس تعاونية مسرحية، كما كتب العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية وأجرت معه هذا الحوار. - لماذا يمينة؟ ''يمينة'' هي نص مسرحي مقتبس عن عمل لعز الدين المدني بعنوان ''النساء''، اخترته لأنه يتناول موضوعا مهما يتمثل في صراع الأفكار بين الأجيال وقد حاولت من خلاله إبراز مساوئ بعض العادات والتقاليد البالية التي ترفض وجود المرأة، ويمينة هذه، امرأة قوية مثقفة رفضت واقعها المرير خاصة عيشتها مع زوجها المتسلط رغم أنه جامعي، وبالتالي تحاول أن تغيّر فكره السلبي رغم صعوبته، وما يزيد الطين بلة موقف والدة زوجها المعادي لها، إلا أن يمينة تستطيع بعد محاولات كثيرة أن تغيّر من وجهة نظر حماتها الشاذلية لتصبح هذه الأخيرة في صفها. فأنا في الحقيقة أعتمد على حدسي في اختيار الأعمال التي أجسدها على الخشبة، كما اهتم كثيرا بالمواضيع التي تخدم المجتمع وأقدمها في طابع فني. - كيف كان تفاعل الجمهور مع ''يمينة''؟ * عرضت مسرحية ''يمينة'' 36 مرة، وعرفت إقبالا معتبرا للجمهور الذي تجاوب مع العرض، أذكر أننا عندما عرضنا العمل في المدية، صعب علينا الخروج من المسرح للعدد الكبير للجمهور الذي حضر العرض وصفق له كثيرا. - لو قدمت عملا ولم يتفاعل معه الجمهور، هل ستنتقد نفسك أم الجمهور؟ * انتقد نفسي طبعا، فمن المستحيل أن يخطئ الجمهور في تقديره، فالعمل المسرحي ليس علما دقيقا فلا يمكن الجزم من البداية بنجاح العمل من عدمه. - كيف يوّظف المخرج المسرحي أدار، التكنولوجيا في أعماله؟ * يجب أن يخضع استعمال التكنولوجيا في الأعمال المسرحية لمعايير معينة، فلا يجب أن نوظفها خارج الإطار، ولا يجب مثلا طغيان السينوغرافيا على موضوع المسرحية في حد ذاته، بالمقابل استعمال الديكور المناسب مهم في جذب الجمهور وكذا كل العوامل التقنية الأخرى. - ما هو واقع المسرح بوهران بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة؟ * تتوفر وهران على مسرح جهوي وتعاونيات وجمعيات مسرحية، إلا أن المشكل الذي نعاني منه هو غياب الرقابة على تمويل الفن الرابع بالمنطقة، ولهذا أطالب السلطات المختصة بوضع إدارة كفؤة لتسيير المسارح مع تجديد العقود للمسرحيين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. بالمقابل، أنا متفائل بمستقبل المسرح في الجزائر، خاصة وأنه يعيش في الفترة الأخيرة حالة من الانتعاش، وفي هذا الإطار أطالب بالالتفاتة إلى المئات من أبناء الفن الرابع الأكفاء الذين ينتظرون فرصتهم لإظهار قدراتهم الإبداعية. - وكيف يقيّم محمد أدار طبعة 2010 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف؟ * صراحة، كل الطبعات متشابهة ولكن ما يميّز هذه الطبعة، مشاركة 13مسرحا جهويا علاوة على المسرح الوطني في المسابقة، مما اعتبره مكسبا للفن الرابع، ولكن يجب في اعتقادي فتح قاعة أخرى تمكن من تحقيق التوازن بين العروض وهذا حتى يجد الجمهور نفسه أمام عروض متنوعة في اليوم نفسه. - وماذا عن مشاريع أدار المسرحية؟ * أنا الآن بصدد كتابة حلقات مسلسل اجتماعي لرمضان ,2012 إلى جانب أعمال أخرى سأكشف عنها في الوقت المناسب. - ما هي أجمل ذكرى مسرحية لمحمد أدار؟ * هي ذكريات وليست ذكرى واحدة، أذكر تكريمي من طرف رئيس الدولة سنة ,1997 وكذا تكريمي من طرف وزيرة الثقافة وأيضا يوم عرضت مسرحية ''صاحب النعال المطاطي'' للمخرج مصطفى كاتب عن نص لكاتب ياسين، بحيث كنت الممثل الرئيسي فيها ويعتبر هذا العمل أول مسرحية يشاهدها الرئيس الجزائري آنذاك مباشرة.