اشرف رئيسا المجلس الشعبي الوطني الجزائري والصحراوي السيدان عبد العزيز زياري والمحفوظ علي بيبا أمس، على حفل اختتام الدورة التكوينية الأولى من نوعها لفائدة البرلمانيين والمساعدين التشريعيين التابعين للمجلس التشريعي الصحراوي. وأنهى وفد متكون من 33 برلمانيا ومساعدا تشريعيا صحراويا تكوينا دام ثلاثة أسابيع هو الأول من نوعه بين الهيئتين التشريعيتين للبلدين والذي جاء تنفيذا لبروتوكول التعاون الموقع بينهما في شهر جانفي الماضي، بمناسبة الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين. وقال السيد عبد العزيز زياري في كلمة ألقاها بالمناسبة أن البروتوكول الموقع بين الهيئتين سيساهم في تعزيز التعاون، ليس فقط بين البرلمانيين ولكن أيضا بين الشعبين والدولتين. واعتبر أن هذه الدورة تعكس مرة أخرى العلاقات المتطورة بين حكومتي البلدين والتي تتعزز باستمرار لتشمل جميع المجالات. وجدد في هذا السياق تمسك الجزائر بالتضامن ودعم الشعوب المقهورة ومساندة كل القضايا العادلة في العالم ومن بينها القضية الصحراوية، وأكد أن الجزائر ستبقى وفية لمبادئ ثورتها التحريرية وأنها لن تتخلى عن دعم الشعب الصحراوي في نضاله من أجل تحقيق الاستقلال. ولدى تطرقه إلى التعاون البرلماني بين البلدين أبدى السيد زياري استعداد الهيئة البرلمانية الجزائرية للمزيد من التعاون فيما بينهما وتوسيع مجال استفادة البرلمانيين الصحراويين من التجربة الجزائرية في هذا المجال.وذكر بأن الوفد البرلماني الصحراوي استفاد من تكوين عملي حسب احتياجاته وان الدورة تميزت بالصرامة العملية والمنهجية. ومن جهته، أشاد رئيس المجلس الوطني الصحراوي السيد محفوظ علي بيبا بتمكن الهيئتين من تجسيد بنود بروتوكول الاتفاق الموقع بينهما حيز التطبيق باعتبار أن هذه الدورة الأولى من نوعها بالنسبة لبرلمانيي الصحراء الغربية رغم توقيع المجلس التشريعي لعدة اتفاقيات مماثلة مع برلمانات عدة دول. وفي الجانب السياسي حيا المسؤول الصحراوي موقف الجزائر الداعم لنضال الشعب الصحراوي واعتبره مشجعا لمواصلة النضال، وتأسف لكون دولة جارة وهي المغرب لا تزال تفرض منطق الاحتلال على إقليم الصحراء. وكانت الدورة التكوينية انطلقت في 17 من شهر ماي الماضي وأشرفت عليها دائرة التكوين والدراسات التشريعية التابعة للمجلس الشعبي الوطني. وتضمنت تخصيص 16 وحدة تدريس وإلقاء 25 محاضرة كل واحدة منها دامت 90 دقيقة. ونشط الدورة 22 مدرسا من المنتمين إلى المجلس وخارجه، من بينهم نواب وإطارات سامية في المجلس إضافة إلى أساتذة جامعيين. واستفاد المتربصون وهم 16 نائبا و19 مساعدا تشريعيا من 5 زيارات ميدانية شملت العديد من المؤسسات التشريعية منها مجلس الأمة والمجلس الدستوري وكذا وزارة العلاقات مع البرلمان. وبمناسبة الحفل الذي أقيم أمس بمقر المجلس الشعبي الوطني سلمت للمتربصين شهادات تقدير. وللإشارة فإن بروتوكول الاتفاق الموقع بين الهيئتين البرلمانيتين للبلدين يتضمن ''تبادل التجارب المتعلقة بتطوير الأساليب ومناهج العمل الخاصة بالهيئتين وكذا تبادل الزيارات العملية والتقنية الخاصة بنواب وإطارات المجلسين، إضافة إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للمجلس الوطني الصحراوي وتكوين إطاراته الإدارية والتقنية واستفادته من التجربة الجزائرية في التسيير والإدارة''. وفي هذا السياق، دعا السيد محفوظ علي بيبا أمس إلى تمكين برلمانيين صحراويين آخرين من الاستفادة من دورات تكوينية.