أقام الفنان عمر ران معرضه التشكيلي بميدياتيك عبان رمضان، حيث التقى جمهوره بنظرة فنية بسيطة عكستها لوحاته التي طغى عليها الألم والعتمة. فعبر أكثر من 40 لوحة تتكرر مشاهد العتمة، إذ تبدو الأشكال والشخصيات والطبيعة مغلفة برداء ظلام الليل، ويبدو النور فيها باهتا يكاد لايرى. تنوعت ألوان اللوحات بين الزيتية والمائية، لكنها اشتركت في كونها داكنة، وغطى عليها اللون الأزرق والرمادي، والسريالي. اعتمد الفنان كثيرا على الأسلوب السريالي، حيث وظف الألوان والأشكال لطرح بعض القضايا الإنسانية. تتردد الأشجار والبحار في لوحات هذا الفنان المعروف بهدوئه وانعزاله، وغالبا ما يصور البحر هائجا أو به نفق مجهول الوجهة دليلا - ربما - على الضياع والمجهول، وفي لوحات أخرى يظهر البحر هادئا نوعا ما، يجلس الإنسان بمفرده أو مع جماعة قبالة هذا البحر للتأمل والحديث إلى البحر لرمي الأحزان والهموم فيه. أغلب البورتريهات تحمل ذات الهم، فنجد مثلا شيخا يحمل على كتفيه حزمة من الحطب لايقوى على حملها متجها بها إلى مكان بعيد تماما، كما يحمل المرء الهموم الثقيلة على عاتقه ويحرص الرسام على إظهار تعب هذا الشيخ جراء ما يحمل من أثقال. لوحة أخرى تبرز مجموعة من الشابات ذوات الحسن والجمال لكنهن منكوشات الشعر، لا تحمل ملامحهن أية معالم سعادة وهو دليل على وضعية المرأة المقهورة التي سلب منها جمالها وسعادتها من فرط ظلمها. لوحات أخرى تبرز البؤساء الذين لا يجدون سبل الحياة الكريمة، البعض منها صورت مجموعة من الصيادين أمام قواربهم على الشاطئ واكتفت بورتريهات أخرى بملامح الوجه خاصة وحب المرأة ضمن مجموعة أشكال هندسية مختلفة. لا تخلو اللوحات من الطبيعة الخضراء النظرة رغم عتمة المشهد، وقد وظف الفنان الشجرة بشكل مكثف حيث صورها محورا للوحة تفنن في إظهار جمالها وأحيانا إعطائها نفس زينة المرأة من قلادات وورود. للإشارة فإن هذا المعرض الذي نظم من 8 جوان إلى غاية 17 منه يدخل في إطار برنامج إحياء اليوم الوطني للفنان. الفنان ران عمر من مواليد ,1966 وهو فنان عصامي شرب أصول فن الريشة منذ الصغر، وقد كان معرضه الأول بألمانيا ثم تبعته عدة معارض جماعية وفردية بالجزائر ويعتبر هذا المعرض الخامس له. يقيم حاليا بورشة هي عبارة عن كوخ ببلدية الأخضرية بالبويرة، ويحتاج إلى الدعم كي يقوى على مواصلة هذا الإبداع.