سجلت أمس مصالح أمن ولاية الجزائر وقفة لإحياء اليوم الوطني للشهيد الذي يصادف 18 فيفري للترحم على أرواح الشهداء الأبرار، ونظمت بالمناسبة، حفلا بالجمهرة الثامنة لوحدات الأمن الجمهورية، بالقبة، لتكريم عدد من أبناء الشهداء الذين يعملون في سلك الشرطة وكذا بعض المجاهدين، وذلك بحضور نائب رئيس أمن ولاية الجزائر وضباط ومسؤولين في سلك الأمن، كما ألقى السيد عبد المجيد شيخي، مدير الأرشيف الوطني الجزائري، كلمة بالمناسبة توقف خلالها عند أهم المحطات التاريخية التي عرفتها الجزائر مبرزا التضحيات التي قام بها الجزائريون، وأكد أيضا بأن الشرطة تبقى العمود الفقري للمجتمع لاستتباب الاستقرار والأمن والسكينة· واعتبر السيد شيخي أن الأمم ذات الشأن والتي لها مكانة مرموقة هي تلك الأمم التي تعاني من حين إلى آخر من بعض المتاعب والمصاعب، كما هو الشأن للجزائر التي قطعت طريقا طويلا من النضال والكفاح ويحق لها أن تفتخر على ما قدمته من تضحيات· وردا على بعض الساسة الذين يقولون بأن الجزائر لم تشكل أبدا دولة، وإنما القوات الاستعمارية هي التي أنشأت دولة الجزائر ومنحتها استقلالها، توقف السيد شيخي عند أهم المحطات في تاريخ الجزائر، مشيرا أنها من بين البلدان الأولى التي حققت الوحدة الوطنية في بداية القرن 16، والتي كانت تتمتع بالسيادة الوطنية، بل وأمضت اتفاقيات عديدة مع البلدان الأجنبية ما بين 1525 و1830، كما كانت شريكا في حماية دار الإسلام وحوض البحر الأبيض المتوسط· وأوضح السيد شيخي بأن الجزائر استحدثت في القرن 16 شيئا لم يكن معروفا من قبل، ويتعلق الأمر ب "شرطة البحر" لحماية الملاحة البحرية، فكانت دولة تحمي المعاملات التجارية وتصادر جميع السفن التي ليس لها جواز سفر أو ترخيص بالمرور عبر حوض البحر المتوسط، وكان يجب دفع فدية مقابل استرجاع هذه السفن، كما أن أسطولها وصل إلى الدانمارك وبريطانيا وإيسلندا وإلى المحيط الأطلسي· واعتبر مدير الأرشيف الجزائري أن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي كانت مقاومته أطول مقاومة في التاريخ امتدت من 1830 إلى غاية 1934، مشيرا أن عدد السكان كان في بداية الاحتلال يقدر ب 10 ملايين حسبما ذكره السيد حمدان خوجة في كتابه "المرآة" وهو ما تؤكده الدراسات أيضا، فيما حددت فرنسا عدد السكان في أول عملية إحصاء في عام 1862 بقرابة 3 ملايين نسمة، لتكون بذلك 7 ملايين روح سقطت في ظرف 30 سنة بسبب الغارات والعقوبات الجماعية التي استهدفت كل السكان بمختلف فئاتهم، من مجاهدين ومثقفين ومعلمين، علما بأن نسبة الأمية بلغت 90 بالمائة في سنة 1870، في حين أنها لم تكن تتعدى 20 بالمائة في سنة 1830، إذ أن تقريبا كل الجزائريين كانوا يكتبون ويقرؤون بشهادة الأوروبيين·