تحوّل ليل شاطئ ''ديكابلاج'' بعين طاية إلى نهار بعد تسجيل توافد كبير للمصطافين خلال ساعات المساء في رحلة استجمام استمرت إلى غاية حدود الساعة التاسعة ليلا وقد ساهمت الإنارة التي زود بها الشاطئ في حمل سكان المنطقة على استغلال آخر النهار لصالحهم بعد يوم عجّ به الشاطئ بجحافل العائلات التي أبت أن تغادر المكان لما يتمتع به من خصوصيات مزجت بين الراحة والأمان. تختلف الأسر العاصمية في كيفية قضاء يوميات فصل الصيف لكنها تتفق على أهمية التمتع بزرقة البحر وتتجه الأنظار صوب الشواطئ الشرقية للعاصمة التي تستهوي العديد منها انطلاقا من الرغاية الشاطئ ووصولا إلى تماريس بعين طاية، مرورا بشاطئين نموذجيين لولاية الجزائر وهما شاطئ القادوس ببلدية هراوة وديكابلاج بعين طاية، هذا الأخير الذي لا تهدأ الحركة به حتى ساعات متأخرة من الليل خاصة أيام العطل الأسبوعية. وكنا نظن ونحن نتوجه نحو شاطئ ''ديكابلاج'' الواقع ببلدية عين طاية أننا نفكر بخلاف باقي المصطافين العاصميين ممن يفضلون الولوج إلى شواطئ البحر منذ الساعات الأولى من النهار، حيث ارتأينا أن ندخل الشاطئ خلال المساء، وقد تواجدنا عند مدخل الشاطئ في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء لنتفاجأ ببدء توافد المصطافين مع شروع الأفواج الصباحية الأولى في مغادرة الشاطئ بعد أن نال منها التعب والإرهاق. ولم يكد شاطئ ''ديكابلاج'' يفرغ من المصطافين حتى امتلأ من جديد وكأن العائلات لم تتحرك من مكانها.. ولم يشرع الوافدون الجدد في مغادرة مضلاتهم إلاّ ابتداء من الساعة الثامنة والنصف ليلا بعد تحرك مصالح الأمن المتواجدة بشكل مكثف لضمان راحة المصطافين ودعوتها بعدم الابتعاد داخل مياه البحر خاصة بعد مغادرة أعوان الحماية المدنية لأماكنهم بانتهاء ساعات عملهم الرسمية والإضافية بعد أن خارت قواهم من شدة العياء. وقد ساهمت الإنارة العمومية التي جهز بها الشاطئ في جلب العائلات التي ظلت إلى غاية العاشرة ليلا، حيث انتقلت العائلات وخاصة الشباب من السباحة إلى اللهو والسمر بالاستمتاع بالموسيقى التي تنشطها فرق محلية ل''الديسك جوكي'' والتي أنعشت المكان بشكل كبير، علما أن غالبية العائلات الوافدة مساء تضم نساء محجبات وعجائز ارتأين السباحة بعيدا عن عيون الشباب المراهق الذين يجوبون طول الشاطئ ذهابا وإيابا لاستظهار عضلاتهم وأجسامهم المكتملة والشبه عارية في مشهد يفتقر إلى الحشمة ويتنافى والأخلاق بالإضافة إلى المعاكسين الذين غالبا ما يتسببون في مشاكل وشجارات. ويعدّ هذا الشاطئ الذي تمّ إدراجه سياحيا كثاني شاطئ نموذجي بعد القادوس قبلة للعائلات والشباب وإن كانت العائلات تفضل التموقع في قلب الشاطئ بتوجيهات من الأعوان وبائعي المضلات الذين يوجهون الوافدين بحسب طبيعتهم، فالعائلات في جهة والأفراد -من الشباب- من جهة أخرى وبينهما أعوان الأمن من الدرك الوطني والبلدية الذين لا يكفون عن القيام بدوريات متتالية للوقوف على كل كبيرة وصغيرة والحيلولة دون وقوع أية مشاكل. توافد 3000 مصطاف وأكثر من 1500 سيارة يوميا ومنذ بداية الموسم، شرعت بلدية عين طاية في استقبال أكثر من 3000 مصطاف و1500 سيارة يوميا وهو رقم قياسي تسجله مصالح البلدية على الرغم من الظروف التي تزامن وفقها موسم الاصطياف من فعاليات كأس العالم التي أخرت العديد منهم في الالتحاق بشواطئ البحر، في حين تشهد عطل نهاية الأسبوع توافدا أكبر للمصطافين من كل نواحي البلاد، خاصة من المناطق الداخلية، إضافة إلى المهاجرين والسياح والأجانب ممن يعشقون شواطئ المدينة، حيث يزورونها سنويا، وقد زاد التنظيم المحكم والتسيير الجيّد إضافة إلى النظافة التامة في استقطاب عدد المصطافين . وللعلم، فقد تمّ تخصيص مكان محدد في الشاطئ لكراء المظلات والكراسي، وذلك لتجنب مناوشات بين المصطافين وأصحاب المظلات يمكن لها أن تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام. وحسب أحد أعوان حظيرة السيارات، فإن عددا معتبرا من المصطافين يفضلون الفترة المسائية بداية من الساعة الخامسة مساء للاستمتاع برمال البحر الذهبية وزرقة مياهه، وهو ما يستغله أصحاب الامتيازات من الشباب بالإبقاء على سقف 200 دينار للشمسيات و100 دينار للكراسي رغم عدم استغلالها إلا لساعات معدودات لا تتعدى الثلاث ساعات، فيما يبقى باب التفاوض مفتوحا. هذا وتستمد بلدية عين طاية البحرية ثروتها من جمال طبيعتها وتنوع مواقعها السياحية بالرغم من كونها من البلديات العاصمية الفقيرة من حيث عائداتها الجبائية المحدودة وميزانيتها الضعيفة، إلاّ أن مخزونها السياحي يبرز مع حلول كل صائفة ليدعم خزينتها بما يجود به المعجبون والمتردّدون على المكان.