مع حلول موسم الاصطياف من كل سنة، تشهد العاصمة نشاطات مختلفة ثقافية منها واقتصادية وتجارية وترفيهية وغيرها.. مضفية أجواء مميزة على شوارع وساحات المدينة، وفي هذا الإطار تتواصل بساحة حرية الصحافة ببلدية سيدي امحمد بالعاصمة، فعاليات الطبعة الثانية لمعرض العسل الذي ينظم تحت شعار ''استهلك عسل بلادي''، ويشارك فيه أزيد من 20 عارضا من منتجي العسل ومشتقاته قدموا من 16 ولاية عبر الوطن. وقد أكد هؤلاء على ضرورة العمل لغرس ثقافة استهلاك العسل لما لهذه المادة من فوائد غذائية واستشفائية. وقد لاقت هذه المبادرة التي تنظمها الفدرالية الجزائرية لمربي النحل بالتنسيق مع بلدية سيدي امحمد، استحسان هؤلاء المربين، إذ سمحت لهم بالتقرب من المستهلك وتقديم توضيحات له تتعلق بإنتاج العسل والمراحل التي تقطعها هذه المادة قبل أن تصل إلى الاستهلاك. كما كانت المناسبة فرصة لعودة الثقة المفتقدة في هذا المجال نظرا للغش الذي طال إنتاج العسل في الجزائر. مصرين على غرس ثقافة استهلاك العسل من جديد في عادات المواطنين، نظرا للفوائد الكثيرة لهذه المادة استنادا إلى قول الرحمان ''يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس''. وتعرض خلال هذا المعرض الذي سيتواصل الى غاية 25 من الشهر الجاري، أنواع مختلفة من العسل الطبيعي المستخلص من الأزهار والبرتقال والسدرة والكاليتوس وغيرها، منهم من جاء من ولاية الجزائر والبليدة والمدية وتيبازة والبويرة وبومرداس وغيرها، حيث أجمع كل من تحدثنا إليهم على أن الجزائر تملك قدرات كبيرة في إنتاج العسل كون هذا الأخير يتميز بتنوعه عكس بعض الدول التي يقتصر إنتاجها للعسل على السدرة، ما يتطلب العمل والاهتمام أكثر بهذا النوع من الإنتاج وجعله من المنتوجات الإستراتيجية للبلاد التي يمكن أن تساهم في إثراء اقتصاد البلاد. وقال (ب. ن) وهو أحد العارضين من ولاية بومرداس، أنه يعرض نوعين من العسل الأول العسل المستخلص من الكاليتوس والثاني يطلق عليه العسل الغابي، ويحرص هذا العارض في كل مرة على تقديم كمية من العسل للزوار للتذوق، لمعرفة إن كان العسل حقيقيا أو لا. وفي هذا الإطار اعترف هذا المربي بأن الكثير المواطنين فقدوا الثقة في باعة العسل، نظرا لكثرة الغشاشين الذين يستغلون عدم معرفة المستهلك للعسل الحقيقي من العسل المغشوش لتسويق كميات هائلة من العسل المصنوع من السكر، وغيرها من طرق الغش التي أصبح يتفنن فيها بعض عديمي الضمائر الذين لا يهمهم سوى الربح حتى ولو كان ذلك على حساب صحة المواطنين. وأكد مرب آخر قدم من ولاية البويرة، أن ثقافة استهلاك العسل في الجزائر منعدمة وأن حضوره للمعرض هو و زملاؤه الناشطون في هذا النوع من الإنتاج، يهدف إلى المساهمة في غرس هذه الثقافة، وتشجيع المواطنين على جعل هذا المنتوج من العادات الاستهلاكية لهم، لما له من فوائد مختلفة لجسم الإنسان، حيث يسمح بمعالجة العديد من الأمراض. موضحا أن عسل الكاليتوس مفيد لعلاج المشاكل التنفسية، وعسل الجزر البري مفيد لعلاج المشاكل الجلدية. أما عسل السدر فيعتبر محفز للجهاز المناعي ومعالج لفقر الدم، إضافة إلى الأنواع الأخرى ومختلف الأمراض التي تعالجها. وأجمع المربون على أن قلة الإمكانيات هي السبب في ارتفاع سعر العسل، حيث يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لكراء أراضي أحيانا خارج الولاية التي يقيمون فيها لتربية النحل، وكذا اقتناء الأدوية الخاصة بهذه الحشرة التي تعتبر أسعارها مرتفعة جدا ومع ذلك فهي تصلهم متأخرة، الأمر الذي يؤدي سنويا إلى هلاك العديد من النحل. ودعا هؤلاء، السلطات المعنية، إلى إنشاء سوق كبير يضم منتجي هذه المادة من أجل القضاء على مشكل التسويق الذي يعاني منه الكثيرون. مضيفا أن أولئك الذين استفادوا من الدعم في هذا المجال كما هو الحال بالنسبة له، يحتاجون إلى المتابعة والتشجيع بمثل هذه المبادرات التي سمحت لهم بالاقتراب من المواطن، وأن تعمم مثل هذه المبادرة وأن لا تقتصر على منطقة فقط. للإشارة، نظمت الطبعة الأولى للمعرض خلال السنة الماضية على طول نهج عيسات إيدير، إلا أن الإقبال كان متواضعا جدا، الأمر الذي استدعى تغيير مكان تنظيم الطبعة الثانية ليقع الاختيار على ساحة حرية الصحافة الكائنة بشارع حسيبة بن بوعلي. التي تمر بها أعداد هائلة من المواطنين يوميا.