صنع باعة العسل على امتداد ساحة الحرية بالعاصمة ديكورا طبيعيا خالصا جلب اليه أنظار العائلات العاصمية التي لم تمنعها الحرارة من اقتناص فرصة التقرب من مربي النحل الحقيقيين والتعرف عن قرب عن أهم أنواع العسل المعروض وفوائده الصحية بعد سيطرت العسل المغشوش على الاسواق الشعبية . احتضنت ساحة حرية الصحافة بالجزائر العاصمة فعاليات الصالون الوطني الثاني للعسل ومنتوجات النحل تحت إشراف والي ولاية الجزائر وبالتعاون مع بلدية سيدي محمد حيث شكلت طاولات العرض فرصة للعائلات العاصمية للتقرب أكثر من مربي النحل والتعرف بصورة مفصلة ودقيقة عن أهم انواع العسل وفوائدها المختلفة على الصحة فرغم ارتفاع درجات الحرارة إلا ان ذلك لم يمنع المنتجين من التواجد في هذه المساحة منذ الصباح الباكر لاستقبال طلبات الزبائن وتقديم الشروحات اللازمة لمن يريد الاستفسار عن العسل وفوائده الصحية وهوما ذكره لنا السيد محول سليمان مربي نحل من ولاية تيزي وزو، حيث أكد لنا هذا الأخير أن العديد من المواطنين يجهلون القيمة الحقيقة للعسل، فهوصيدلية متكاملة ويمكنه أن يساعد في شفاء الكثير من الامراض والعلل التي يصعب علاجها بالمواد الكيميائية ولا يجدون حرجا في اقتناء العسل المستورد إلا أن العديد منهم لا يعجبهم ارتفاع الاسعار التي يقولون أنها مبالغ فيها بشكل كبير إلا ان المشاق التي نتكبدها للوصول الى هذه النتيجة وتنقلاتنا من ولاية الى أخرى بغرض تغيير النبتة يساهم في ارتفاع اسعار العسل فنحن مثلا نضطر الى الانتقال الى ولاية الاغواط من أجل الحصول على عسل السدر كما نتوجه الى ولاية البويرة للحصول على عسل نبتة الكاليتوس وهوالامر الذي يدفعنا الى تحمل نفقات التنقل وحراسة العسل وأكثر الأشياء السلبية التي تعيق عملنا وتهدد استمراريته هو حرائق الغابات والسرقة التي نتعرض لها بشكل دوري بالإضافة الى مشكل التسويق، كما اشتكى عدد من مربي النحل القادمين من مختلف ولايات الوطن من منافسة العسل المستورد لمنتجاتهم رغم معرفة الناس بفوائد العسل الطبيعي إلا ان ارتفاع أسعاره نتيجة وقوعه في يد المضاربين ساهم في نفور المواطنين منه وتعويضه بعسل الشفاء الذي يفتقر للفوائد الغذائية عكس العسل الطبيعي عسل السدر والغابة الأكثر طلبا تتنوع قائمة المعروضات من العسل الطبيعي من منتج لآخر غير أن اغلب مربي النحل يركزون في عروضهم على الأنواع الأكثر طلبا مثل عسل السدر المستخلص من نبتة السدر التي تنبت في مناطق صحراوية مثل الاغواط والجلفة ولهذه الأخيرة فوائد جمة خاصة لمن يعانون من مشاكل في التنفس، حيث يكثر الطلب عليها بشكل كبير بالإضافة الى استعمالها في الرقية حيث يطلبها الكثير من الرقاة لمن يعانون من مشاكل صحية استعصى على الطب علاجها ولهذه الأسباب نجد أن عسل السدر يتجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد منه حدود 4الاف دينار جزائري في بعض الأحيان أكثر من ذلك وحسب السيد حفاصي مربي نحل من تيبازة فان الطلب على عسل السدر يتضاعف بشكل كبير خاصة في فصل الشتاء أين تكثر الامراض التنفسية وفي ذات السياق ذكر السيد حفاصي ان عسل الغابة مطلوب هو الأخر من قبل العائلات لتميزه واحتوائه على فوائد مجموعة كبيرة من النباتات، وارجع المتحدث ارتفاع أسعاره لكثرة الطلب عليه إلا انه نادر نتيجة المشاكل التي تواجه منتجي العسل في الغابات أهمها احتراق الغابات والظروف الأمنية التي تمنع مربي النحل من التوغل في الغابة. وعسل العرن لكل العائلة يقبل المواطنون على مربي النحل لاكتشاف انواع جديدة من العسل وفوائده الصحية، حيث يحتل عسل العرن المكون من نباتات مشكلة قائمة الأنواع المطلوبة التي يتم تناولها بشكل يومي لمدى الحياة فتكفي ملعقة صغيرة منه يوميا لمنح النظارة والطاقة للجسم وتنقية الدم بالإضافة الى تقوية الذاكرة بالنسبة للأطفال الصغار، وزيادة النظارة والنقاء لبشرة السيدات، وهو الامر الذي ساهم في زيادة عدد المعجبين بهذا النوع رغم ارتفاع أسعاره التي تجاوزت الألفي دينار جزائري إلا أن ثمنه يبقى أقل بكثير من الأدوية التي يمكن تناولها، والتي تعادل مجتمعة مفعوله في الشفاء من بعض الامراض إلا ان العسل يبقى كما قال منتجوه صيدلية متكاملة لا يمكن للأدوية الكيميائية منافسته على الإطلاق.