ثمن محمد لامرتي المدير العام لديوان الترقية الثقافية والفنية لبلدية الجزائر الوسطى في حديثه مع جريدة الحوار مساعي البلدية الرامية إلى إعادة بعث اليالي المتلألئة للمحروسة القديمة، بعدما غابت الأضواء عنها لسنوات طويلة، نظرا للجمود الثقافي والفني الرهيب الذي أصاب الجزائر ككل، الأمر الذي استنكره سكان البلدية الذين اشتكوا، يقول ذات المتحدث، من انعدام الحركة فمجرد أن يسدل الليل ستاره تتوقف الحياة بمدينة سيدي عبد الرحمان، ويخيم على شوارعها ظلام دامس، مما أدى إلى انطفاء شعلة البهجة العتيقة. الامر الذي دفع سلطات البلدية وعلى رأسهم ديوان الترقية الثقافية والفنية إلى تنظيم تظاهرة ''صيفيات الجزائر الوسطى''. هذا الحدث الثقافي الذي دخل عامه الخامس حسب ما أوضحه لامرتي يهدف الى منح عائلات سيدي امحمد ذات الدخل الميسور فرصة للترويح والترفيه عن النفس، مضيفا أن هذه التظاهرة هي أيضا فرصة لتكذيب ما تروجه وتتناقله وسائل الإعلام العالمية التي تسعى إلى اللعب على وتر السلم والأمن في الجزائر محاولة تشويه صورة الجزائر. وبالمناسبة أفاد ذات المتحدث أن الديوان سطر برنامجا ثقافيا وفنيا ثريا لإحياء سهرات العاصمة منذ انطلاق فعالياته في ال 24 من شهر جويلية المنصرم والذي سيستمر إلى غاية 21 أوت الجاري. ومن جملة ما يتضمنه هذا البرنامج: أمسيات شعرية، حفلات فنية وألعاب رياضية وأخرى خاصة بالأطفال، فيما خصص يوم الخمس من كل اسبوع لتقديم حفلات فنية يحييها عدد من ألمع المطربين الجزائريين ابتداء من الساعة التاسعة مساء إلى منتصف الليل. كما يتضمن البرنامج نشاطات رياضية حيث تنظم دورات رياضية في كرة الطائرة على الرمال أحياء لذكرى وفاة الوجه التلفزيوني المرحوم ''رياض بوفجي'' والشهيد ''بوعلام بسايح''، بينما خصص يومي الأربعاء والإثنين لاستعراض الألعاب البهلوانية للأطفال على مدار ساعتين وذلك من الساعة السادسة إلى الثامنة مساء. ويؤكد لامرتي أن التظاهرة لقيت إقبالا كبيرا من الجمهور حيث دأبت العائلات العاصمية التردد على ساحة البريد المركزي لمتابعة مختلف البرامج الفنية المبرمجة كل ليلة بعناية كبيرة من قبل السلطات المعنية التي ركزت على إحياء التظاهرة وسط ديكور يعبق برائحة زمن الماضي الذي يتواصل مع الحاضر والمستقبل، يتمثل في الخيمة المنتصبة في قلب الجزائر العاصمة. خيمة ترمز لثراء الموروث الشعبي الفكلورية الجزائري مضفية على أجواء العاصمة سحرا وجمالا. من جهتهم استغل أصحاب المحلات التجارية بالمنطقة الفرصة العمل ليلا حيث تبقى محلاتهم مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل بعدما كانت توصد أبوابها في حدود الرابعة مساء. وفي ذات السياق ذكر لامرتي بالأجواء التي ميزت الأسبوع الثقافي لبلدية الجزائر الوسطى الذي أقيم شهر ماي الماضي ببلدية العيون بالصحراء الغربية في إطار تعزيز أواصر المحبة وترشيد العلاقات القائمة بين البلدين. كما تطرق ذات المتحدث إلى الأسبوع الثقافي لبلدية العيون الذي تحتضنه بلدية الجزائر الوسطى والمندرج ضمن برنامج التبادل الثقافي بين البلديتين والذي ستتواصل فعالياته على مدار شهر كامل. للإشارة فقد أمتع الشاعر لحدب محمد الطاهر القادم من ولاية الأغواط، سهرة أمس، سكان بلدية الجزائر الوسطى بنفحات شعرية بصوته القوي الدافئ حيث قدم قصيدتين في الشعر الشعبي الأولى بعنوان ''البهجة'' أبحر من خلالها في رحلة تاريخية جميلة عرفت الجمهور بالمراحل التاريخية التي مرت بها المحروسة العتيقة، متبوعة بقصيدة أخرى لم تبرح حدود العاصمة بعنوان ''الجزائر'' حيث تطرق من خلالها محمد الطاهر إلى شكر ومدح مساعي الساهرين على هذا الوطن الفذ.