دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله أمس بالعاصمة إلى ضرورة تشبع الأئمة والمرشدات الدينيات بالثقافة التاريخية واحترام الذاكرة الوطنية للأمة في تأدية دور الإمامة وتبليغ الرسالة المسجدية على الوجه الصحيح خدمة للمجتمع. وأكد الوزير خلال إشرافه على اختتام فعاليات يومين دراسيين لفائدة 140 إماما و13 مرشدة دينينة بدار الإمام بالمحمدية تخرجوا من المعاهد الإسلامية لتكوين الإطارات الدينية في إطار السنة التكوينية 2009 / 2010 أن وظيفة الإمامة تتطلب مراعاة الجانب النظامي الانضباطي والقانوني ومعرفة المكانة الهامة التي يلعبها المسجد في المجتمع، موضحا أنه يتعين على الإمام أن يكون في خدمة الجماعة والشعب المنتمي إليه وأن يستقى مواعظة وتوجيهاته من الحالات التي يعيشها مجتمعه، وأضاف غلام الله أن احترام الذاكرة التاريخية للوطن لا يقع على الإمام وحده، بل يشترك في ذلك جميع المعنيين بخدمة المساجد ونشر المعرفة فيه، بما يساهم في تقوية الروابط الإنسانية والأخلاقية بين الإمام والمجتمع. ومن جهة أخرى، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة إلى التقيد بالهوية الوطنية والتراث الديني المحلي في نشر تعاليم الدين داخل المساجد، مشيرا إلى خطر الأفكار الدخيلة على ثقافتنا الإسلامية التي يروج لها البعض لضرب وحدة المساجد ومحاربة المذهب المالكي، والترويج للتنصير في بعض مناطق الوطن، على غرار منطقة القبائل. وقال الوزير في هذا الصدد إن الإسلام لا يفرض لغة معينة على أمة وإنما الأمة هي التي تختار اللغة التي تنشر بها تعاليم الإسلام، ماعدا في بعض الأصول''. كما تابع بأنه سيتم لاحقا تغطية جميع مناطق الوطن بالعدد اللازم من الأئمة، علما أن عدد الأئمة حاليا لا يتعدى 22 ألف إمام على المستوى الوطني واعتبر الوزير أن تكثيف دور الأئمة في مناطق القبائل يأتي لمواجهة حملات التنصير والتبشير التي تدعو إليها بعض الجمعيات المسيحية، وفي رده على أسئلة الصحافيين، أوضح الوزير أن قضية الأئمة الثمانية الذي رفضوا القيام لتحية العلم الوطني تم الفصل فيها بمنعهم من مزاولة الخطابة مع استبعاد فصلهم من وظائفهم على أن تقرر لجنة المجلس التأديبي ما تراه صالحا لاتخاذه في حقهم، وبخصوص التحضيرات لشهر رمضان المعظم أكد الوزير أن قطاعه يعمل في إطار استكمال البرامج الخاصة بذلك، حيث تم استلام البرامج الولائية الخاصة بصلاة التراويح والدروس المدرجة إضافة لاتخاذ قرار ترك المساجد مفتوحة خلال شهر الصيام للمصلين والراغبين في الاستفادة من الدروس وتعليم القرآن. كما أضاف الوزير أن قطاعه سيشرع في التحضير لمرافقة الحجاج إلى البقاع المقدسة بعد رمضان علما أن اجراءات الحجز بالمملكة العربية السعودية قد تم الانتهاء منها. وللإشارة، فقد قدمت عدة محاضرات علمية ودينية خلال هذين اليومين الدراسيين من طرف إطارات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على غرار الأستاذ محند ايدير صايب مدير الشؤون الدينية لولاية تيزي وزو، ونورالدين محمدي عن معهد القرآن، والأستاذ سعيد معول، مدير التكوين وتحسين المستوى بالوزارة، حيث تناولت هذه المحاضرات واجب الخطاب المسجد في المحافظة على الذاكرة الوطنية، وكذا الإطار المرجعي للإمام وقراءة في النصوص القانونية المنظمة للنشاط المسجدي، إضافة إلى تناول حقوق وواجبات الإمام على ضوء القانون الأساسي ويتوزع الأئمة المتخرجون المقدر عددهم ب140 إماما إضافة إلى 13 مرشدة دينينة على 3 ولايات بمنطقة القبائل وهي بجاية، تيزي وزو والبويرة، وهذا في إطار المناصب المفتوحة بهذه المناطق والمقدرة ب200 منصب. وسيستفيد الأئمة المتخرجون من دورة تكوينية لمدة 3 أشهر خلال شهر سبتمبر القادم، لا سيما عن الجانب اللغوي وهذا مراعاة لخصوصيات المنطقة.