شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله، أمس، على ضرورة تقيد الأئمة والمرشدات الدينيات بالنصوص التنظيمية الخاصة بالتوجيه الديني والتعليم القرآني ومختلف خدمات الإمام في المجتمع والإحاطة بكل ما يتعلق بقطاع الشؤون الدينية، وذلك حتى يتمكنوا من تبليغ رسالة المسجد على الوجه الصحيح. وأضاف الوزير خلال إشرافه على افتتاح الأيام الدراسية لفائدة الأئمة والأساتذة والمرشدات الدينيات الناجحين في مسابقة التوظيف لدورة 2009 أن دورهم لا يقتصر فقط على أداء الصلوات الخمس وإنما يتعدى ذلك إلى تعليم وتلقين العلم الشرعي وتحفيظ القرآن والتعريف بالدين الإسلامي الذي تصلح من خلاله النصيحة. مستشهدا في ذلك بالقدوة الإمام مالك. وفي حديثه عن الإمامة، أبرز السيد غلام اللّه أهميتها الكبيرة باعتبارها مطلب المؤمنين ومطلب الرحمان يقتدي بهم المتقون، حيث تجعل الإمام على درجة من التقوى والعلم أكثر ممن يقتدون به على حد قوله. وعبر الوزير عن ارتياحه الكبير لواقع المساجد في الجزائر، مشيرا الى المميزات التي لا زالت تحافظ عليها على غرار نصرة القرآن الكريم والتلاوة اليومية لآياته الطاهرة، وقال إن من يتخلى عن الذكر الحكيم في خدمة المسجد يعتبر تاركا للقدوة المحمدية. وذّكر مسؤول الشؤون الدينية والأوقاف بجهود الأئمة وعلماء السلف الذين ورّثوا الجزائريين الإسلام والعقيدة الصحيحة معتبرا بقاء الدين الإسلامي في الجزائر يتشرب منه عباد الرحمان راجع للمكانة المرموقة والدور الكبير لؤلئك الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الدين والمجتمع. وأشار الوزير في خطابه للحضور بدار الإمام بالعاصمة أن خدمة المسجد والمجتمع لا تقع على عاتق الأئمة المتخرجين من معاهد وزارة الشؤون الدينية لوحدهم وإنما اقتضت الضرورة فتح المجال لخريجي الجامعات الذين مكنتهم الدولة من متابعة تخصصهم الجامعي وهي الخاصية التي قال عنها غلام الله أنها كانت مفقودة في مساجد عهد الاستقلال. وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام اللّه في السياق على ضرورة التزام الأئمة بوظائفهم من خلال الحضور والنشاط على مدار الأسبوع، موضحا أنه لم يعد هناك اليوم إمام خطيب يكتفي بخطبة ودرس الجمعة بل أصبح لدينا إمام أستاذ وإمام مدرس وكلاهما يقوم بدوره يوميا في المسجد. كما حذر الوزير مما أسماه بالغرور الذي أصاب عددا من الأئمة الذين اعتقدوا أنهم بلغوا من العلم ما يجعلهم يكتفون بإلقاء درس واحد في الأسبوع، مشيرا الى أن ذلك يدل على عدم إدراكهم وفهمهم لوظيفتهم الدينية. وبعد أن أكد بأن الوزارة تعمل على مقاومة ظاهرة تغيب الأئمة عن المساجد، أشار السيد غلام الله الى أن هذه الظاهرة عرفت تراجعا كبيرا مقارنة بما كان عليه في السابق. وفي جلسته مع الصحفيين عقب افتتاح هذه الدورة التي تدوم ثلاثة أيام أكد الوزير في رده على سؤال بخصوص الدورة التكوينية أن عدد المستفيدين منها يبلغ 122بين إمام ومرشدة دينية يتمتعون بنفس المستوى العلمي والمكانة الوظيفية، مضيفا أن أزيد من 300 إطار تخرج من مختلف المعاهد هذه السنة. ولدى ابرازه علاقة المسجد بقضايا المجتمع كشف الوزير عن تخصيص الجمعة القادمة للحديث وإبراز أهمية الكسب الحلال ونبذ كل الأسباب المؤدية الى الرشوة ومظاهرها. لا سيما وأن هذا الموضوع يتزامن مع احتفال الجزائر باليوم العالمي للعمال المصادف للفاتح ماي من كل سنة.