تتزامن العطلة الصيفية كل سنة مع تخرج آلاف الطلبة من الجامعات والمعاهد والمدارس، بعد سنوات من الجد والمثابرة تكلل بحصلوهم على شهادات التخرج التي يأملون أن تكون مفتاح الأبواب التي تقودهم الى الحياة العملية. وعن كيفية قضاء هذه الفئة من المتخرجين الجدد للعطلة الصيفية، ومشاريعهم فيما يخص العمل، قمنا باستطلاع قصير تقربنا فيه من بعض هؤلاء. وما لاحظناه هو اتفاق أغلب الذين تحدثنا معهم عن تخصيص العطلة للراحة أو الابتعاد عن الشعور بالقلق، ومحاولة الترفيه عن النفس، ومقصدهم في ذلك، الشواطئ والمسابح والمنتزهات، وغيرها من الفضاءات التي تؤمن أجواء الراحة والاستجمام. ''إيمان'' هي طالبة تخرجت من كلية الحقوق، تسعد بقضاء عطلتها في المنزل بتيبازة، لتعوض جل الأوقات التي أمضتها بعيدا عن أهلها في سبيل الدراسة التي زاولتها بالعاصمة. وعن مشاريعها المهنية تقول »لا أفكر حاليا في البحث عن العمل، فقد أرجأت ذلك الى الدخول الاجتماعي المقبل، أنا الآن أستمتع بعطلتي الى جانب أهلي«. أما ''كمال'' المتخرج من قسم الإعلام والاتصال، فاختار طريقة أخرى لقضاء عطلته حيث يقول: » أشتغل هذه العطلة للعمل الموسمي وتحصيل مصروف يومي، وهذا لا يمنعني من تخصيص أيام للراحة«. ''مراد'' الذي كان يرافقه، هو الآخر متخرج من نفس المعهد، أجابنا عن سؤالنا ضاحكا بالقول »العمل الذي أمتهنه هذه الأيام هو في حد ذاته عطلة، فأنا أعمل في مسبح من جهة لأحصل على مصروفي اليومي، ومن جهة أخرى أروح عن نفسي من عناء مشوار دراسي كان مجهدا«، وعندما سألناه إن كان قد بدأ في البحث عن عمل في مجال تخصصه أجابنا بأنه ينتظر انقضاء الصيف للشروع في رحلة البحث عن مهنة تناسب الشهادة التي حصل عليها. ونحن نستطلع آراء الطلبة في الموضوع، التقينا ''آمال'' في احدى المكتبات وهي تتصفح بعض كتب الطبخ، تقربنا منها فعرفنا منها هي الأخرى أنها أنهت دراستها هذا الموسم، فسألناها إن كانت قد بدأت في البحث عن عمل في هذه العطلة، فردت بالإيجاب وقالت تقدمت بعدد من طلبات العمل، والى حين حصولها على رد، تفضل استغلال العطلة في تعلم الطبخ وصنع الحلويات بإحدى المدارس المتخصصة. أما ''زينب'' المتخرجة من قسم الاقتصاد والتسيير، فلم تتردد في الإجابة عن أسئلتنا قائلة، أن هذه العطلة ستكون بالنسبة إليها كباقي العطل، أي أنها ستعمل في أحد المخيمات الصيفية، وأكدت أن جميع العاملين معها هم طلبة جامعيون. وأضافت أنها تطمح إلى الحصول على عمل في مجال تخصصها، فهي لم تفوت أية فرصة للتسجيل في مختلف المسابقات، علها توفق في الحصول على منصب شغل يتوافق مع شهاداتها وتطلعاتها. وهكذا وصل بنا الاستطلاع الذي غصنا من خلاله في أوساط الطلبة المتخرجين، إلى أسماء التي فضلت قضاء الصيف في تربص ميداني عوضا عن الاستمتاع بالعطلة والابتعاد عن حقل الدراسة، تقول أنه سيساعدها في استكمال المعارف النظرية التي تلقتها طوال مشوارها الدراسي. وتضيف أنها تقضي باقي اوقاتها في التحضير لدخول مسابقة ''الماستر''، لكنها لا تتردد في الترويح عن نفسها من وقت لآخر بخرجات عائلية الى الشاطئ أو في التنزه متى سنحت لها الفرصة. هكذا هي الأجواء في أوساط الطلبة المتخرجين تتضارب توجهاتهم بين طالب للراحة وباحت عن العمل، وتتحد آمالهم في الحصول على مناصب عمل تتوج مجهود سنوات طوال من البحث والجد والاجتهاد.