يشرع أكثر من 240 ألف طالب جديد في التسجيلات الجامعية للموسم الدراسي الجديد بعد أن أنهت مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عملية توجيه الطلبة نحو الشعب التي تم اختيارها وفق بطاقة الرغبات التي سلمت لهم قبل 12 جويلية من الشهر الجاري. وتتوقع وزارة التعليم العالي أن تعرف الجامعات والمعاهد الموزعة عبر القطر الوطني إقبالا كبيرا للطلبة الجدد اليوم قصد تسجيل أنفسهم، علما أن عملية التوجيه تتم بطريقة آلية أي عبر الانترنت ويكون الطلبة الجدد قد تمكنوا منذ سهرة أمس من معرفة الشعب التي تم توجيههم إليها. وفي هذا السياق وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أمس نداء إلى كافة الطلبة الجدد تدعوهم فيه إلى عدم التسرع في التسجيلات والتأكد أولا وعبر تصفح بريدهم الإلكتروني الخاص، من الشعبة أو الاختيار الذي تم توجيههم إليه وذلك لتفادي متاعب التسجيل. وفي سياق تسهيل عملية التوجيه الخاصة بالتسجيلات الإدارية التي تنطلق اليوم فإن الوزارة بادرت إلى تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى العديد من المراكز الجامعية والمعاهد قصد تمكين الطلبة الجدد في هذا الظرف بالذات من الحصول على الاستشارات الضرورية للتسجيل وكذا توجيه الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على الشعبة التي يرغبون فيها نحو تقديم طعن في إطار ما تسمح به الإجراءات المتخذة. وتوضع تحت تصرف الطلبة الجدد طيلة فترة التسجيلات الإدارية الممتدة من اليوم الخميس وإلى غاية تاريخ السادس أوت الداخل مراكز انترنت وخدمات على مستوى مراكز التسجيل، مثل مصالح البريد للتخفيف من متاعب تنقلهم خارج الحرم الجامعي لدفع الحوّالات الخاصة بتكاليف التسجيل. ومن جهة أخرى فإن الذين لم يسعفهم الحظ في توجيههم نحو الشعب التي اختاروها، فأمامهم ستة أيام ابتداء من نهار اليوم الخميس لإيداع طعونهم لدى المصالح المختصة. ولكن مصالح وزارة التعليم العالي اشترطت لتسلم الطعون أن تكون مؤسسة ومبينة على منطلق واحد وهو أن يكون التوجيه الخاص بهم خارج الرغبات العشر الواردة في بطاقة الرغبات، ولن يقبل أي طعن في حال كان التوجيه نحو الشعب العشر الواردة في تلك البطاقة. وتشير مصادر على صلة بملف التوجيهات الجامعية وقبل صدروها بشكل رسمي في ساعة متأخرة من ليلة أمس أن التوقعات تفيد بأن نسبة الاستجابة للرغبات المعبر عنها من طرف الطلبة الجدد ستكون في حدود ال90 بالمائة بالنظر إلى أن العملية تتم بطريقة آلية وأن اختيار الشعب العشر الواردة في بطاقة الرغبات تتم بناء على المعدل الذي تحصل عليه الطالب في شهادة البكالوريا. ومن هذا المنطلق فإن مصالح دراسة الطعون ستكون هذه المرة كما في السنوات القليلة الماضية مرتاحة من جهة كون العملية تتم بطريقة آلية وتزيل الكثير من المشاكل المتعلقة بالتوجيه، لكن من جهة أخرى من المتوقع أن يكون الضغط كبيرا على هذه المصالح من طرف الطلبة الذين لم يتجاوز معدلهم 12 على 20 والذين كانوا يأملون في مواصلة دراسات جامعية في شعب كان الأمر في السابق سهلا الالتحاق بها بالنظر إلى ضعف نسب المتحصلين على البكالوريا بتقدير. ويتعين على مصالح وزارة التعليم العالي التعامل ككل سنة مع هذا الوضع بطريقة محكمة علما أن هذه السنة التي سجلت فيها أرقام قياسية في عدد المتفوقين بتقدير ستشهد ضغطا من حيث البحث عن شعب بديلة تتناسب والمعدل المتحصل عليه، وربما هذا الوضع هو الذي دفع بالوزارة إلى التعامل معه بأكثر واقعية من خلال الرفع من عدد المقاعد البيداغوجية في بعض الشعب المهمة مثل الصيدلة والطب وفي المدارس التحضيرية المتخصصة. ويذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإلى غاية هذه المرحلة من التسجيلات الجامعية لم تحد عن البرنامج المسطر منذ البداية من حيث الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة في تنفيذ العملية في جميع مراحلها وهو ما سهل أكثر من مهمة تلك المصالح من جهة وكذا حتى الطلبة الذين وفروا لأنفسهم وعبر استخدام الانترنت الكثير من الجهد وتخلصوا من حالة الضغط التي عادة ما يتعرض لها الطالب الجديد في هذه المرحلة بالذات. ومن المقرر أن يعقد اليوم وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية بالمدرسة العليا للإعلام الآلي بوادي السمار بالعاصمة ندوة صحفية للكشف عن تفاصيل التسجيلات الجامعية منذ انطلاقها في 12 جويلية الجاري.