قال المدير العام للمركز الإستشفائي الجامعي لوهران السيد عبد القادر بغدوس أول أمس أن مؤسسته تسجل ''ضغطا كبيرا'' في مجال التكفل الطبي، مما له انعكاسات على نوعية العلاج المقدم للمرضى القادمين من كل ولايات غرب البلاد. وأبرز السيد عبد القادر بغدوس استنادا إلى إحصائيات أن جميع مصالح المركز الإستشفائي الجامعي لوهران تسجل استغلالا مفرطا لوسائلها، سواء المادية أو البشرية ''مما يولد غالبا عدم التفاهم وضغوطا بين الطاقم الطبي والمرضى ومرافقيهم''. ولدى تطرقه للاستعجالات الطبية الجراحية ذكر المسؤول بأن هذا المرفق أجريت به 244,218 فحصا خلال سنة ,2009 أي ما يعادل 600 فحص يوميا و6028 عملية جراحية أي ما يعادل 16 عملية يوميا وحوالي 4777 إقامة استشفائية. ويمارس نفس الضغط على المصالح الأخرى مما ينعكس مباشرة على نوعية العلاج والتكفل بالمرضى حسب السيد بغدوس الذي أشار إلى أن 1341 مصابا بداء السرطان تلقوا حصصا في العلاج بالأشعة خلال سنة 2009 بما يعادل 60 مريضا يوميا بالجهازين العاملين بالمركز الإستشفائي الجامعي لوهران. وقال مسؤول المستشفى ''لدينا قائمة 500 مريض ينتظرون البرمجة وبعد إنجاز مراكز مكافحة السرطان بسيدي بلعباس وتلمسان وبشار في السنوات المقبلة سينخفض الضغط عن مصالحنا وسنتمكن من تحسين نوعية التكفل الصحي بالمرضى''. وتأسف السيد عبد القادر بغدوس للسهولة التي يبديها مسؤولو مختلف مستشفيات غرب البلاد في توجيه المرضى نحو المركز الإستشفائي الجامعي لوهران، مشيرا إلى أن هذا التوجيه يتم في كثير من الأحيان لأسباب غير مبررة مثل نقص المواد الصيدلانية وغياب الرعاية الصحية. وأبرز المسؤول بأن مستشفى عين تيموشنت الذي يتوفر على أخصائيين في أمراض القلب يقوم بنقل مرضاه الذين يعانون من هذه الأمراض الى مستشفى وهران الجامعي الذي لا يتوفر سوى على ثلاثة أخصائيين في المجال. وأعلن مسؤول المركز الإستشفائي الجامعي لوهران الذي تم تعيينه في هذا المنصب منذ أربعة أشهر عن اتخاذ عدة إجراءات لتحسين نوعية الخدمات الصحية، مشيرا إلى أن المجهودات تتركز على مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية التي تتوفر حاليا على جهازي سكانير وجهاز لأمراض القلب ومنظار بالآلياف وأجهزة للتحاليل الطبية. وصرح المصدر أن ''انشغالنا هو جمع كل الوسائل في مكان واحد لتجنيب المرضى عبء التنقل إلى مصالح أخرى لكن هذه التجهيزات غير كافية بالنظر للعدد الكبير من المرضى الذين يطلبون هذه الخدمة''. ويرى السيد بغدوس أن الحل يكمن في إنجاز مصلحة جديدة للاستعجالات الطبية الجراحية وهو مشروع مسجل -كما قال- من طرف الولاية لجمع كافة الاختصاصات ويتطلب تجسيده ميزانية قدرها 1,5 مليار دينار مشيرا إلى أن مسابقة تصميمه الهندسي ستنطلق قريبا. وتطرق المسؤول لمشاريع أخرى مثل إنجاز مصلحة للأمراض المعدية بتكلفة 20 مليون دج ومنشأة لإجراء العمليات الجراحية المتخصصة (الحروق الكبيرة والكلى والأمراض الصدرية)، بالإضافة إلى اقتناء 20 جهازا لتصفية الدم وبناء محطة للمياه وتجديد الأثات وعمليات أخرى ضرورية لإعادة الإعتبار لهذه المؤسسة الإستشفائية سجلت بعضها في إطار المخطط الخماسي (2009-2014) . كما أشار السيد عبد القادر بغدوس إلى ضعف الميزانية المخصصة لمؤسسته قائلا ''نستفيد من ميزانية تسيير قيمتها 2 مليار دج سنويا في حين تقدر احتياجاتنا ب3 ملايير دج حيث تصل مصاريف اقتناء الأدوية الموجهة للمصابين بداء السرطان حاليا إلى 900 مليار دج''. وتحدث المدير العام للمستشفى الجامعي لوهران عن المجهودات المبذولة من أجل ''أنسنة'' مختلف المصالح والقضاء ''على النقاط السوداء'' التي تضر بسمعة مستشفى وهران. وأعلن المصدر أنه ''سيتم تكوين سنويا 120 ممرض لتلبية احتياجاتنا الخاصة وتوظيف 12 أخصائي نفساني خلال هذه السنة. كما أن أعوان الأمن سيتلقون بالمؤسسة التكوين الكافي إضافة إلى تكثيف الإتصالات تجاه المواطنين لحثهم على دعم جهود تحسين نوعية التكفل الصحي''.