تسلمت المصالح المشرفة على عملية التسجيلات النهائية للطلبة الجدد الملتحقين بالجامعات والمعاهد الوطنية خلال الموسم الدراسي المقبل، 9836 طعنا تتعلق بالطلبة الذين لم يتحصلوا على خياراتهم العشر في بطاقة الرغبات وتمت معالجة تلك الطعون بشكل تام من خلال إعادة توجيه نحو 200 منها فقط نحو تخصصات اقترحتها المصالح المؤطرة للعملية، فيما غير أصحاب الطعون المتبقية اختياراتهم وفق أحقيتهم وقبلت الإدارة إعادة توجيههم إليها. وقد أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر دائرته الوزارية بأنه بخلاف العدد المذكور من الطلبة الذين لم يتحصلوا على إحدى رغباتهم العشر المعبر عنها في عملية التسجيلات، والذي يمثل مانسبته 4 بالمائة من العدد الإجمالي للمسجلين، لا أحد من الطلبة الجدد من ضمن ال237543 طالبا الذين ملأوا استمارات الرغبات في عملية تأكيد التسجيلات التي امتدت من 18 إلى 22 جويلية الماضي، تم توجيهه خارج خياراته المطلوبة، نافيا بالتالي نفيا قاطعا ما تداولته بعض الصحف الوطنية من أن عدد الطعون بلغ 130 ألف طعن. وأوضح الوزير خلال تقديمه الحصيلة النهائية لعملية التسجيلات النهائية للموسم الجامعي المقبل، بأنه من ضمن 240062 طالبا حازوا على شهادة البكالوريا، سجل 230556 طالبا نفسه بشكل نهائي وهو ما يمثل 97 بالمائة من العدد الإجمالي للطلبة الذين سجلوا أنفسهم عن طريق الإنترنيت خلال العمليات الأولى للتسجيل والبالغ 237543 طالبا، في حين لم يقم 6987 طالبا أو ما يمثل 3 بالمائة بتسجيل أنفسهم، لأسباب قد تعود حسب الوزير لكونهم فضلوا الالتحاق بالمدارس العسكرية أو لكونهم فضلوا إعادة امتحان البكالوريا أو لأسباب أخرى قاهرة، موضحا بأن معالجة عمليات التسجيل المتأخرة ستتم بمناسبة الندوات الجهوية التي ستنطلق في 15 سبتمبر المقبل. وذكّر السيد حراوبية بكل الإجراءات التحضيرية والتنظيمية لعملية التسجيل الجامعي للطلبة الجدد بداية من إعلان نتائج شهادة البكالوريا مطلع جويلية الماضي، حيث سلم للناجحين دليل الطالب المتضمن مختلف التوجيهات الخاصة بالتسجيلات الجامعية مع ميثاق الحقوق والواجبات، ثم تبع ذلك مباشرة حملة تحسيسية في وسائل الإعلام تشرح مختلف أطوار ومراحل العملية، وبالتالي عملت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على حد تعبيره على تجنيب الطلبة الوقوع في أخطاء والتردد في اختيار التخصصات التي يريدون الالتحاق بها، مؤكدا في هذا السياق بأن توجيه الطلبة نحو التخصصات التي اختاروها تم وفق أحقيتهم فيها مع اعتماد النظام التسلسلي في الخيارات. وبالمناسبة حرص الوزير على التوضيح بأنه في بعض التخصصات لا يكفي المعدل العام وحده لقبول طلب المترشح، لأن المعدل المعتمد يتم تحصيله من خلال جمع هذا الأخير مع علامات متحصل عليها في بعض الشعب أو المواد ثم تقسيم الكل على ثلاثة، وبالتالي قد يحدث أن لا يقبل أحد المترشحين الناجحين في شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا في تخصص معين، فيما قد يحق لناجح بتقدير جيد أن يلتحق بهذا التخصص إذا كان مجموع المعدل العام بإضافة علامة المادتين المطلوبتين يعطي له المعدل النهائي المطلوب.. (فمثلا الالتحاق بتخصص الكيمياء وعلوم المحروقات، قد يتاح لناجح في بكالوريا شعبة علوم تجريبية بتقدير جيد، ومعدل 14 على ,20 إذا كان قد تحصل على علامة 19 من 20 في الرياضيات و18 من 20 في الفيزياء، على اعتبار أن المعدل النهائي في هذه الحالة هو 17 على ,20 وفي المقابل قد يتحصل ناجح آخر في نفس الشعبة بتقدير جيد جدا ومعدل عام 09,,16 لكن علامته في الرياضيات لا تتجاوز 13 من 20 وفي الفيزياء 17 من ,20 لا تسمح له بالالتحاق بالتخصص المذكور بالنظر إلى أن معدله النهائي المطلوب في هذا الحال هو 36,15). من جانب آخر رد المسؤول الأول على قطاع التعليم العالي على احتجاجات بعض الملتحقين بالمدارس التحضيرية الذين تم توجيههم من العاصمة إلى ولايات أخرى كتلمسان ووهران، مذكرا بأن عدد المقاعد الذي تتيحه هذه المدارس لا يتعدى 4510 مقعدا على المستوى الوطني بعد أن تم هذه السنة فتح 5 مدارس جديدة، بينما بلغ عدد الطلبات على هذه المدارس هذا العام فقط 1043 طلبا منها 443 طلبا على المدرسة التحضيرية للعاصمة وحدها والتي توفر 262 مقعدا بيداغوجيا. ولتوزيع الحظوظ بشكل عادل بين طلبة الولايات الوسطى ال13 الراغبين في الالتحاق بالمدرسة التحضيرية للعاصمة، تم اختيار 262 طالبا بالترتيب حسب الأحقية التي يمنحها لهم المعدل النهائي المحصل عليه، بينما تم توزيع ال781 طالبا الملتحقين بالمدارس التحضيرية على المؤسسات الأخرى الموزعة عبر التراب الوطني. وفي هذا الصدد استغرب الوزير رفض بعض الأولياء بالعاصمة تقبل انتقال أبناءهم إلى ولايات أخرى، في وقت قد يتقبلون بتنقلهم إلى خارج الوطن! وللتذكير بحجم المجهودات التي تبذلها الدولة لتوفير كل الظروف لاستقبال الأعداد المتزايدة من الطلبة الجامعيين كل سنة والمقدر عددهم الإجمالي هذا العام ب2,1 مليون طالب، أشار السيد حراوبية إلى أن قطاعه سيستقبل 120 ألف مقعد بيداغوجي جديد، و85 ألف سرير، في حين سيتخرج من الجامعة 186 ألف طالب، مؤكدا بالتالي بأن استقبال الطلبة الجدد الذين سيلتحقون بالجامعة هذا العام سيكون في ظروف جيدة. ودعا الوزير في الأخير الطلبة إلى الإسهام في الحفاظ وصيانة الهياكل الجامعية، باعتبارها مكسبا يستفيدون منها وغيرهم من الطلبة الملتحقين بها، بينما ذكر من جانب آخر بأن وزارة التعليم العالي بشكل خاص والدولة بصفة عامة تسهران على ضمان صلة مباشرة بين الطالب الجامعي والمحيط المهني والاقتصادي، لا سيما من خلال برامج البحث العلمي ال34 التي اطلقتها، وكذا مختلف الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الكفاءات الوطنية وتثمين قدراتها ومواهبها. كما فند المتحدث وجود أي ضغوطات ممارسة من قبل السلطات العمومية على الأساتذة لمنعهم من المشاركة في الملتقيات والنشاطات العلمية والفكرية خارج الوطن مشيرا إلى أن ما ترفضه الوزارة هو تنقل الأستاذ على حساب الطالب الذي يحرم من الدروس، ودعا في هذا الصدد الجهات الخارجية التي تحاول نشر هذه الإشاعات إلى الضغط على حكوماتها لحملها على تسهيل منح التأشيرات للأساتذة الجامعيين الجزائريين.