لجأ العديد من الشباب إلى وضع سياراتهم تحت خدمة سكان الحي والأهل والأصدقاء من خلال عرض خدمة نقلهم إلى شواطئ البحر أو إلى الأفراح بأسعار تسمح لهم بتغطية تكلفة البنزين وهامش من الربح يساهم في رفع ميزانيتهم الشهرية، وهي الخدمات التي انتشرت بشكل كبير بالأحياء الشعبية، ولقيت استحسان العائلات التي لا تملك وسائل نقل خاصة حيث يتراوح سعر ''الكورسة'' بين 300 و800 دج حسب بعد المسافة وقرابة الزبون. بعد طبيب العائلة ومحل المواد الغذائية المعتاد عليه تحول اهتمام العديد من العائلات العاصمية التي لا تملك سيارة إلى ربط علاقات صداقة مع شباب الحي الذين يعرضون خدمات نقل السكان إلى مقاصدهم مهما كان اتجاهها بأسعار ''الحومة'' مثلما تعود عليه الشباب الذين وجدوا في سياراتهم وسيلة لتحسين ميزانية العامل ومهنة حرة للبطال، حيث تجدهم أمام سياراتهم التي ينظفونها كل صباح وينتظرون من يطلب خدماتهم في الوقت الذي تم فيه توزيع أرقام هواتفهم على محلات الحي. وحسب شهادات بعض المواطنين الذين استفادوا من خدمات هؤلاء الشباب فإنهم يستحسنون مثل هذه المظاهر، خاصة أنهم يجدونهم في أوقات الحاجة، مثلما أشار إليه عمي سعيد الذي استنجد في إحدى ليالي فصل الشتاء البارد بجاره بعد تعقد الحالة الصحية لزوجته، حيث لبى الجار النداء وانتظر المعني إلى غاية صباح اليوم الموالي ونظرا لكون الحالة كانت مستعجلة وصحية فضل الجار عدم أخذ أجرته، لكن عمي سعيد قرر أن يكون الجار سائق العائلة في كل تنقلاتها داخل وخارج الولاية، وغالبا ما يرجع إليه عند قدوم أفراد عائلته من المهجر حيث يكون الجار دليلهم السياحي وسائقهم الخاص في كل تنقلاتهم. ويقول محمد عن الظاهرة الذي طاردها العديد من سائقي الأجرة أنه يفضل التعامل مع ''الكلودستان'' كونه يلبي طلب زبونه دون مناقشة الاتجاه، ويمكن الاتفاق مسبقا على سعر ''الكورسة''، كما أنه يمكن طلب خدماته في أي وقت من النهار أو الليل ويكفي الاتصال به عبر الهاتف ليأتي إليك أينما كنت وذلك في وقت قياسي، وبالنظر إلى كثرة تنقلات المتحدث فقد فضل ربط علاقات صداقة مع أحد شباب حيه ممن امتهن خدمة نقل المسافرين، وهو السائق الذي ائتمن على أفراد عائلته معه في كل تنقلاتها. أما خالد فقد تعود هو الآخر على صديقه صابر صاحب سيارة نفعية اقتناها بقرض بنكي منذ سنتين وهو بطال، فلجأ إلى استغلالها لإعالة عائلته الصغيرة وهو يقدم خدماته لسكان الحي بباش جراح. ويقول خالد إن صديقه تحت الطلب في كل صباح خلال فصل الصيف بغرض نقل العائلات إلى الأفراح أو قضاء حاجتهم وسط العاصمة أو حتى خارجها، وخلال باقي أيام السنة تعاقد مع عدد من سكان الحي لنقلهم إلى أماكن عملهم بأجرة شهرية تصل إلى 2000 دج للفرد الواحد، حيث يقوم بإيصال زبائنه في الصباح الباكر وجلبهم بعد نهاية الدوام مع قضاء حاجات الزبون الخاصة، وبين الفترة الصباحية والمسائية يعرض خدماته على قاصدي السوق الشعبي بغرض نقلهم من بلدية الحراش إلى محطة المسافرين بباش جراح بسعر 50 دج للفرد الواحد. وعلى عكس صابر فإن سمير موظف بمديرية وسط العاصمة يفضل استغلال عطلته الصيفية وأوقات فراغه في عرض خدمة نقل أصدقائه وقاصديه إلى وجهاتهم ، وفي كثير من الأحيان يتحول سمير إلى ساعي بريد ينقل الوثائق والفواتير إلى الإدارات المعنية بطلب من الزبون وذلك بسعر لا يتجاوز 300 دج، ومع اقتراب فصل الصيف يحول سمير اتجاهه إلى شواطئ البحر حيث ينقل الشباب والعائلات إلى البلديات الساحلية بسعر 800 دج ذهابا وإيابا، وهي الخدمة التي يكثر عليها الطلب في مثل هذه المواسم ولا تقتصر هذه المهنة على الشباب فقط فهناك متقاعدون فضلوا استغلال سياراتهم لنقل المواطنين إلى مقاصدهم حيث تجدهم يصطفون أمام محطات نقل المسافرين أو الإدارات وحتى المستشفيات لاستقطاب الزبائن الساخطين من وسائل النقل''الشرعية'' لسبب أو لآخر ليعرض ''الكلوندستان'' خدمته على المواطن بعد مناقشة السعر والاتفاق على مكان'' التوصيلة. من جهته ألف المواطن مواقع توقف سيارات الأجرة غير الشرعية حيث يلجأ إليهم في كل مرة يجد صعوبة في استغلال باقي وسائل النقل والكثيرون منهم يستحسنون مثل هذه الخدمات المقترحة التي خففت عليهم عبء الانتظار لساعات طويلة، والامتثال لنزوات أصحاب سيارات الأجرة الذين يفضلون في كل مرة فرض وجهاتهم على حساب راحة الزبون.