يعد الفنان القبائلي علي عمران، النجم الجديد الذي يؤدي الأغنية القبائلية بطابع ''البوب روك''، ذا موهبة كبيرة في مجال الغناء والموسيقى، ويرى متتبعو الساحة الفنية أنه الممثل الوحيد وبدون منازع للموسيقى القبائلية العصرية، كونه تمكن من خلال ألبوماته الثلاثة من تحقيق نجاح كبير في مجال الفن والموسيقى، ودخل عالم النجومية من بابه الواسع... عن كيفية اختياره لهذا النوع من الموسيقى، قال أنه يحب الغناء والموسيقى منذ كان طالبا، ويرى أن الدراسة لا تعرقل مسيرته الدراسية إذا أراد أن يصبح فنانا، وساهم ذلك في نجاحه في المجال الموسيقى، ورغم حصوله على شهادة الليسانس في الإنكليزية والماجستير في الأمازيغية، إلا أنه أصبح فنانا لأنه المجال الوحيد الذي يجد فيه حرية أكثر ليعمل ويحقق طموحاته، وأكثر من ذلك فقد تمكن من فرض نفسه على الساحة الفنية. وأضاف أن الجمهور الجزائري بصفة عامة، والقبائلي بصفة خاصة، ذواق ومتميز، واعتبر أنه الجمهور الوحيد الذي بإمكانه أن يدفع الفنان إلى تحقيق النجاح والشهرة، حيث تربطه به علاقة طيبة، وتأكد ذلك خلال الحفلات التي أقيمت بالجزائر والتي شهدت حضور جمهور غفير وعريض تجاوب مع أغانيّه بشكل رائع، وهو ما يؤكد العلاقة القوية التي تربطه به، مما ساعده على التألق. أما فيما يخص الأسباب التي دفعته إلى مغادرة الوطن، قال محدثنا أنها كثيرة ومتعددة، وعلى رأسها التخرج من الجامعة ومن ثم الصعوبات الجمة في إيجاد منصب شغل، ولذلك فضل الرحيل والاستقرار بفرنسا حيث وجد العديد من الحوافز للبروز. أما عن الفنانين الذين تأثر بهم، فقال علي عمران، من بينهم كمال حمادي الذي يعتبر فنانا كبيرا ومعروفا، حيث أن الكثير من الفنانين الذين برزوا في السبعينيات والثمانينيات تخرجوا على يده، واستفادوا من خبرته، ومن بينهم لونيس أيت منقلات. وفيما يخص طموحاته، قال أنه يحاول أن يقدم إضافات للغة الأمازيغية والعمل على ترقية القضية والهوية الأمازيغية، وفي نفس الوقت تطوير وعصرنة الأغنية القبائلية، كما أن لديه مشاريع كثيرة لم يجسدها بعد. وعن إصداراته الجديدة، أطلق ألبوما جديدا يحمل عنوان ''أكي ذامور''، بمعنى ''هذه هي حصتي'' ركز فيه على ''الغربة'' والهجرة، لأنه عاش التجربة. ويضيف قائلا ''كما قمت بأداء أغنية مع الفنان القبائلي ايدير بعنوان (السفينة). وأعاد أداء أغنية الشيخ أعراب بويزفران ''أياما'' وأغنية الفنان حسيسن ''ثافاليزث''، وهاتان الأغنيتان تتحدثان عن الهجرة والغربة، فأغنية ''أياما'' للفنان الشيخ أعراب بويزفارن، رحمه الله، أحبها كثيرا، لا سيما وأنها تتعلق بالأم عندما نكون في الغربة بعيدين عنها، كما تأثر كثيرا بهذا الفنان، أما أغنية المرحوم حسيسن المعروفة ''ثافاليزث''، فهي خاصة وتتحدث عن وضعيته قبل أن يقرر الرحيل إلى فرنسا، وهذه الأغنية تعتبر من الأغاني القبائلية التراثية، وسجلها حسيسن في الخمسينيات. وعن اختياره لأداء الأغنية القبائلية بطابع ''البوب روك''، قال أنه بدأ الغناء بالطابع الفلكلوري والموسيقي التراثي والتقليدي، وبعدها تحول إلى أداء الأغنية القبائلية بطابع ''البوب روك''، بعدما اكتشفته الفرقة الموسيقية ''يوتو'' خلال الثمانينيات، ولم تكن معروفة في الجزائر في تلك الفترة، وانضم إليها دون أن يفكر في رد فعل الجمهور أو يتوقع مسبقا نجاحه أو فشله، حيث كان الهدف نقل الأغنية القبائلية إلى العصرنة من خلال طابع ''البوب روك'' الذي سمح لها بالانفتاح على جمهور آخر لا يفهم القبائلية.