تتغير سلوكيات الصائمين في غرداية خلال شهر رمضان إلى الأحسن حيث يسود التسامح بين الناس، كما أن النظام العشائري في هذه الولاية الجنوبية يتولى عدة أمور كفض النزاعات بين الناس والأزواج والنفقة على الأرامل والتكفل بتدريس اليتامى، وتتدعم هذه العشائر بتبرعات المحسنين، بحيث تقوم قبل موعد رمضان بيوم بمنح كل محتاج المؤونة التي تكفيه طيلة الشهر الفضيل. كما تعرف المساجد طيلة رمضان في غرداية تنظيم حلقات للدروس والوعظ والإرشاد ما بين صلاتي الظهر والعصر. وتتميز مائدة الإفطار الغرداوية بطبق الحريرة الذي يحضر بالقرطوفة، وهي نوع من النبات يجلب من البادية وتجفف ثم تطحن مع القمح ويغربل ليستعمل في تحضير الحريرة فيما بعد. وتعتبر القرطوفة أساسية لإعداد هذا الحساء خاصة بمنطقة متليلي. وإلى جانب الحريرة تقدم أنواع من الأطباق التقليدية والعصرية مصحوبة بالشاي والقهوة وبعض المكسرات وحلويات تقليدية. ولا يختلف إحياء ليلة القدر بغرداية عن باقي الولايات، إذ تقام صلاة التهجد إلى مطلع الفجر ناهيك عن ترتيل القرآن الكريم، كما تقام حفلات الختان الجماعي للصبيان الذين يرتدون القندورة المخاطة بالفينة والمطرزة بماء الزعفران. ثم تقدم العائلات ''المعروف'' وهو مسمى يطلق على تنظيم مأدبة عشاء على شرف الصبي وكذا المكرمين من حفظة القرآن الكريم. كما أن رمضان في غرداية كله فرصة لتكثيف عمليات التضامن والتآزر وهما الصفتان الموجودتان على طول السنة ولكنهما تزدادان درجة خلال شهر رمضان.