بمرارة وحسرة كبيرتين، قالت نجمة ألعاب القوى الجزائرية سعاد أيت سالم، أن أبطال الجزائر أصبحوا مجرد أسماء يتباهى بها أولئك الذين تسببوا في تدني مستوى ألعاب القوى الجزائرية··· أيت سالم التي حفظت ماء وجهنا في الألعاب الإفريقية الأخيرة، قالت أن هدفها هو التألق في أولمبياد بكين المقرر إجراؤه في شهر أوت المقبل، حيث أكدت ل"المساء" أنها تحضر بجدية للمساهمة في رد الاعتبار لرياضة ألعاب القوى الجزائرية التي انتكست في الألعاب الإفريقية الأخيرة ثم الألعاب العربية· - لو يود الجمهور التعرف على سعاد أيت سالم، ماذا تقولين؟ * سعاد أيت سالم من مواليد 06011976 بمشرية، عشقت رياضة ألعاب القوى منذ الصغر، اختصاصي في الماراطون والسباقات الطويلة (3000م، 5000م، 10000م)، يدربني التقني المعروف عبد الله ماهور باشا، وهو بالمناسبة زوجي الذي قدم لي الكثير للوصول إلى هذه المرتبة، وبفضله تحصلت على ألقاب عديدة قد يجهل الجمهور بعضها، كدخولي في المرتبة 16 في سباق الماراطون لبطولة العالم، المركز التاسع في ذات البطولة (الجري في الطريق 20 كلم)، المرتبة الأولى في بطولتي اسبانيا والبرتغال (1000م)، بطلة افريقية للمنطقة الأولى ( المغاربية) في سباق ال5000م، ميدالية برونزية في البطولة العربية أواسط (1500م و5000م)، دون أن أنسى الألقاب الوطنية التي لا تعد ولا تحصى· - موعد هام يلوح في الأفق وهو الألعاب الاولمبية، كيف تحضرين له؟ * حقيقة، فالمحطة جد هامة في مشواري الرياضي وفي مشوار ألعاب القوى الجزائرية، التي أسعى إلى تشريفها في هذا الموعد العالمي الكبير، وذلك بالرغم من صعوبة المهمة، كون الحدث سيستقبل عددا كبيرا من العدائين من مختلف الدول، كلهم يطمحون إلى نفس الهدف، لكن الرياضي الجزائري تحدوه إرادة وعزيمة كبيرتان في المحافل الكبيرة، وأتمنى أن أكون صاحبة أقوى إرادة في السباق· - نفهم من كلامك أن هدفك هو المعدن النفيس؟ * ما يمكنني قوله في الوقت الحالي، هو الصعود فوق المنصة الشرفية بدون تحديد لون المعدن، وسأبذل كل طاقتي لأظهر بوجه يشرف الرياضة الجزائرية، وحتى أكون عند حسن ظن من وضعوا الثقة في· - لم تبق سوى خمسة أشهر عن انطلاق الحدث الأولمبي···؟ * حقيقة، مثل هذه المواعيد تتطلب من الرياضيين في مختلف الرياضات الاستعداد لها باكرا، وبالرغم من أنني كنت أعاني من هذا المشكل، إلا أنني سأستغل الوقت الباقي للتحضير بكل جدية وصرامة، فبرنامجي ينطلق بالمشاركة في تربص البرتغال يدوم 40 يوما، تشارك فيه أكبر الأسماء العالمية·· كما سأشارك في دورتين دوليتين، الأولى مقررة يوم 13 أفريل بلندن (سباق الماراطون)، والثانية في 21 من الشهر ذاته (سباق نصف الماراطون لم يحدد مكانه بعد)· - هل شفيت تماما من الإصابة التي كنت تعانين منها؟ * لم أعد أحس بالآلام، فالمراقبة الطبية التي خضعت لها بفيينا يوم 24 جانفي الماضي كانت كافية لإعادة تأهيلي، وهي العملية التي تكفلت بتغطية مصاريفها اللجنة الأولمبية الجزائرية، التي أغتنم هذه الفرصة لتقديم الشكر الجزيل لها· - مدربك اشتكى من غياب ميدان للتدريب، إلى أين وصلت القضية؟ * صحيح، كنا قد تحدثنا عن النقص الفادح الذي تعاني منه الجزائر فيما يخص الميادين طويلة المسافات، التي تساعدنا على تطبيق برنامج عملنا، كميدان دالي إبراهيم المغلق أو الغابات التي استغلت لأغراض أخرى، إلا أن السلطات الوصية لم تعر ذلك أدنى اهتمام، وهذا ما أعتبره أحد الأسباب الرئيسية في تدني مستوى رياضة العاب القوى الجزائرية، وهل يتقبل العقل فكرة التدريب على مستوى الطرقات السريعة، وفي حظائر السيارات مع تلك المخاطر التي تصادفني من طرف الأشخاص، كالقذف بالقارورات، الشتم، والضرب في بعض الحالات، هل هذه الظروف تتناسب مع ممثلة الجزائر في المحافل الدولية الكبيرة، وإلى متى يدوم هذا الوضع؟ - كيف ترين مستقبل ألعاب القوى الجزائرية؟ * أين هو الخلف؟ هناك إهمال واضح للتكوين القاعدي الذي اعتبره الركيزة الأساسية في بناء صرح ألعاب القوى الجزائرية، إذ لابد من استغلال الطاقات البشرية التي ستعيد النهوض بألعاب القوى الجزائرية، من خلال وضع استراتيجية وسياسة تطوير حديثة للاستفادة أكثر، بمتابعة متواصلة من طرف الخبراء والمؤطرين، وأظن أن الدولة توفر كل الإمكانيات اللازمة لتحقيق المبتغى، لكن تطبيق المنهج غائب تماما، بدليل غلق أبواب ملعب 5 جويلية لمدة طويلة بدون أي تفسير، وحرمان الأطفال والشباب من ممارسة الرياضة· - وهل أصبحت غاية الرياضي المال فقط؟ * كيف سيكون رد فعلك إذا قلت لك أنني لم أتلق أي منحة مالية، أنا أشارك بدون مقابل مالي، الوعود موجودة لكن تبقى مجرد كلام وفقط·· لقد أصبحنا مجرد أسماء يتباهى بها القائمون بشؤون الرياضة· - هل من إضافة؟ * أشكر جريدة "المساء" على هذه الالتفاتة الطيبة، أتمنى أن أوفق في تحقيق حلم التألق في الاولمبياد، وأطلب من السلطات المحلية أن تجد حلا لمشكل الميدان من أجل إعادة الاعتبار لرياضتنا الجزائرية·