حثّ وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس المؤسسات الوطنية العاملة بالقطاع على استغلال الخبرة التي اكتسبتها بالعمل مع الشركاء الأجانب في مشاريعها المستقبلية، مشيرا إلى أن الوقت حان لكي تتجاوز هذه المؤسسات الحاجة إلى شريك دولي، من خلال استغلال إمكانياتها وطاقاتها التي اكتسبتها بفضل التجربة أو من خلال الاستعانة بالخبرات المتاحة لدى مؤسسات وطنية أخرى. وجاءت دعوة الوزير للمؤسسات الوطنية باستغلال كفاءتها الخاصة بمناسبة زيارته لمشروع تهيئة مفترق أولمان خليفة بالعاصمة، حيث لم يخف استياءه الشديد من تأخر شركة ''كوسيدار'' في استكمال أشغال الجسر الرابط بين حي العناصر ورياض الفتح، داعيا الشركة المذكورة إلى استغلال كل كفاءاتها وخبرتها المكتسبة من العمل في مشاريع استراتيجية وبمعية شركاء دوليين من اجل تسريع وتيرة الانجازات التي تشرف عليها. كما اقترح ممثل الحكومة على الشركة إمكانية الاستفادة من خبرة مؤسسات ومكاتب دراسات وطنية، أثبتت جدارتها في بعض التخصصات، مؤكدا بأن الوقت حان كي تستفيد المؤسسات الوطنية من الطاقات المتوفرة لديها أو لدى مؤسسات وطنية أخرى، وتتجاوز الحاجة للاستعانة بالطرف الأجنبي إلا في الحالات الاستثنائية، خاصة مع تحسن أداء المؤسسات الوطنية والنجاعة التي أثبتتها من خلال الانجازات التي جسدتها في الميدان وفق المواصفات الدولية. وجاءت توجيهات وزير الأشغال العمومية للمؤسسات مطابقة للتعليمات التي أعطاه إياها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال الاجتماع المصغر الذي خصصه قبل أيام للقطاع، والتي شدد فيها على ضرورة تشجيع أداة الإنتاج الوطنية، وتحفيزها على استغلال ما اكتسبته من خبرة في الميدان، ملحا في السياق على وجوب مراعاة هذه المؤسسات للجودة والنوعية في الأشغال مع احترام الآجال والتحكم في تكاليف المشاريع. وبعد انتقاده الشركة التي عطلت عملية التسليم الجزئي لمشروع أولمان خليفة، الذي كان يفترض فتح جهة منه لتشمل النفق وأحد الجسرين منتصف شهر رمضان الجاري، ألح الوزير على ضرورة مضاعفة الجهود لإنهاء كافة العمليات المتبقية خلال الأيام القليلة القادمة والتحضير لتسليم الجزء المذكور قبل عيد الفطر المبارك. كما أشار من جانب آخر إلى إمكانية تسليم ما تبقى من مشروع الطريق السريع عين البنيان - بوفاريك بعد أيام قليلة، موضحا بأن زيارته للمشروع أمس سمحت له بالاطلاع على المستوى المتقدم الذي تشهده وتيرة انجاز هذا الطريق، ودعا الجهات المشرفة ميدانيا على أشغال المشروع إلى ضرورة تكثيف وتيرة عملها بشكل أساسي على مستوى المحور الرابط بين الدويرة وتسالة المرجة على مسافة 5,3 كلم والتي تبقى منها نحو 800 متر لم تكتمل بها أشغال التزفيت. كما حثها في هذا الاطار على التنسيق مع السلطات المحلية من اجل التحضير لعملية تهيئة محيط الطريق وفتح منافذ إلى المرافق الحيوية المحاذية له ودراسة مختلف العراقيل التي تعترض هذه الأعمال، لا سيما منها تلك المتعلقة بتحرير مسالك الطريق ونزع الملكية، حيث يرتقب في هذا الإطار إعادة إسكان 19 عائلة تقطن بعين البنيان على مستوى النفق الجديد المحاذي لوادي بني مسوس، من اجل استكمال ما تبقى من أشغال توسيع مدخل مدينة عين البنيان من الجهة الغربية على مسافة 1 كلم. كما تشمل عمليات التهيئة المتبقية في هذا الجزء من الطريق السريع عين البنيان - بوفاريك، استكمال أشغال الجسر الكائن بتقاطع الطريق الوطني رقم 41 والشراقة الغربية، والمقرر حسب مسؤول الشركة المكلفة بإنجازه الانتهاء منه مع نهاية شهر سبتمبر المقبل، علاوة على أشغال التهيئة المحاذية لمدخل مقر القيادة العامة للدرك الوطني بالشراقة، وكذا عمليات وضع الانارة العمومية على طول هذا الطريق الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الطريق السريع عين البنيان بوفاريك الممتد في محوره الرئيسي على طول 22 كلم، وتصل مسافته الإجمالية إلى 56 كلم، سلم منه بداية شهر رمضان الجاري النفق الجديد لعين البنيان و6 كلم تربط منطقة أولاد فايت ببابا أحسن. ومن شأن هذا المشروع الجديد فك الاكتظاظ الخانق في حركة المرور على مستوى المناطق الغربية والجنوبية الغربية للعاصمة، لارتباطه المباشر بكل من الطريق الجنوبي للعاصمة والطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة، وكذا الطريق السيار شرق - غرب. على صعيد آخر؛ نفى وزير الأشغال العمومية وجود أي خلاف قائم بين المصالح التابعة لوزارته والمؤسسة الوطنية ''نفطال''، التي ظفرت بالحق الاستثنائي في استغلال محطات الخدمات على مستوى الطريق السيار شرق - غرب، مؤكدا بأن ''هذه المؤسسة كانت تنتظر حصولها على القطع الأرضية لإنجاز محطاتها وقد تم ذلك''. ونشير في هذا الصدد إلى أن المدير العام لمؤسسة ''نفطال'' كان قد اتهم في تصريحات صحفية مصالح وزارة الأشغال العمومية، بأنها هي من يتماطل في تسريع وتيرة انجاز محطات الخدمات، مؤكدا بأن المؤسسة لم تستلم من المصالح المذكورة الأرضيات المخصصة لبناء تلك المحطات.