أكد وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس أن مشاريع البرنامج الخماسي الجديد للقطاع قد تم الانطلاق فيها بنسبة 81 بالمائة، في حين سيشرع في تجسيد كافة المشاريع في غضون فترة الصيف الحالية، موضحا أن الأولوية في ذلك ستعطى بصفة خاصة للكفاءات والامكانيات الوطنية التي ستعمل على تكريس تطوير وعصرنة منشآت القطاع. ودعا السيد غول على هامش اللقاء الوطني الذي جمعه بمدراء الأشغال العمومية للولايات والمؤسسات الوطنية العمومية ومكاتب الدراسات والمخابر بفندق ''الأروية الذهبية'' بالعاصمة، الى ضرورة التجند اللازم لكافة المعنيين بمتابعة تنفيذ مشاريع القطاع للمضي قدما بمختلف برامج الأشغال العمومية الوطنية وتدعيم الحصيلة المرتقب تحقيقها في آفاق .2014 وقال السيد غول أن التجسيد الفعلي للمشاريع المسطرة في الفترة 2010-2014 والتي خصصت لها الدولة غلافا ماليا يصل إلى 3100 مليار دينار سيكون رهانا كبيرا ينتظر مشاركة كافة الشركاء والتقنيين والمهندسين، لتحقيق أهداف الوزارة المتمثلة في التطور والعصرنة، من خلال الاعتماد على الموارد المحلية والذاتية والاستفادة من الخبرة التي اكتسبتها المؤسسات العمومية والخاصة في السنوات الماضية، مشيرا في ذلك الى أن هذه النظرة الجديدة التي تنتهجها تجاه المشاريع الجديدة للقطاع تستدعي ادراج هذا الأخير ضمن مسعى التنمية المستدامة المبنية على مشاريع وبرامج تتمتع بالديمومة لأطول فترة زمنية ممكنة. وركز وزير الأشغال العمومية في هذا اللقاء الوطني على مجمل البرامج والمشاريع التي يسعى القطاع الى تجسيدها انطلاقا من سنة 2010 والى غاية آفاق 2014 والتي سيوجه 99 بالمائة منها لفائدة مؤسسات وطنية من اجل تجسيدها في الميدان، ويتعلق الأمر بمشروع انجاز 1300 كلم من الطريق السريع للهضاب العليا، والطريقين الاجتنابيين الثالث والرابع للجزائر العاصمة على مسافة إجمالية تقدر ب450 كلم، بالإضافة الى مشروع ازدواجية عدة طرق بالشمال والجنوب. وأشار الوزير الى المشاريع الاخرى الهامة المسطرة، لاسيما بمنطقة الهضاب العليا والمناطق الجبلية والجنوب الكبير والمتمثلة في مشروع انجاز 7 ألاف كلم من الطرق السريعة والاجتنابية، إضافة الى فك العزلة عما يقارب 10 ملايين نسمة. ولتجسيد هذه المشاريع؛ أشار المتحدث إلى إنشاء 5 ألاف شركة انجاز جديدة و600 مكتب دراسات في ميدان الأشغال العمومية والمنشآت الفنية الكبرى. إضافة الى التفكير في انجاز طرق صحراوية واختراق الصحراء على مستوى خط تينركوك- تيميمون الى غاية البيّض على مسافة إجمالية تقدر ب180 كلم، منها 100 كلم عبر الرمال، وهو ما سيمكن مواطني الجنوب وسكان أدرار خاصة من تقليص المسافة نحو الشمال الى 500 كلم. وسيعمل هذا العدد الهائل من المشاريع الجديدة-حسب ممثل الحكومة-على توفير ما لايقل عن 700 ألف منصب شغل جديد وبرمجة 9 ألاف عملية تكوين على مستوى مخابر مراقبة ومتابعة مشاريع القطاع، مدعمة ب50 تقنية جديدة في مجال تشييد الطرق السريعة والمنشآت الفنية الكبرى كالجسور والمحولات وغيرها. ومن جهة أخرى، كشف المتحدث أنه مع نهاية هذه السنة سيشرع في العمل على مستوى مديريات الأشغال العمومية الولائية ببرنامج معلومات جديد بالتنسيق مع المركز التقني للأشغال العمومية يعمل على تسهيل التدخلات بخصوص مشاريع صيانة الطرق السريعة والازدواجية التي تشهد حالات تدهور كبيرة ومباشرة الصيانة اللازمة. وفي سياق آخر، ذكر عمار غول بحصيلة البرنامج الخماسي الماضي 2005-2009 والتي أبدى بشأنها ارتياحا كبيرا من ناحية عدد ونوعية المشاريع الطرقية والفنية المنجزة لاسيما ما تعلق بمشاريع فك العزلة عن المناطق النائية والهضاب العليا والجنوب الكبير أكد أنها مست حسب الوزير 7 ألاف نسمة من التراب الوطني. إضافة إلى إنجاز أكثر من 67 ألف كلم من الطرقات مست أكثر من 60 بالمائة من الشبكة الكلية للطرقات الوطنية لاسيما داخل المدن. وأشار المتحدث إلى انجاز أكثر من 1187 منشأة فنية من الحجمين الكبير والصغير التي يتراوح علوها بين 30 و50 متر، موضحا أن تهيئة شبكات الطرق بلغت خلال الخماسية السابقة 95 بالمائة بعدما كانت في وقت سابق لا تتعدى 55 بالمائة، كما تم إدخال أكثر من 37 تقنية جديدة لمواجهة انزلاقات التربة ومعالجة المشاكل التقنية الأخرى وفق المعايير الدولية. ويضاف الى ذلك انجاز 10 ألاف كلم من المسالك الصحراوية مع تعليمها، بمقابل مشاريع التكوين التي مست 7 آلاف مكون في مختلف التقنيات والتكنولوجيات الحديثة المستعملة في قطاع الأشغال العمومية. وفي الختام؛ شدد الوزير على ضرورة تكاتف جهود الجميع في إطار مدروس ومنسق ضمن الشراكة العمومية الخاصة التي تهدف الى الرقي بقطاع الأشغال العمومية الى المستويات المطلوبة من خلال البرامج الضخمة التي لابد أن تجسد، حسبه، في آجالها القانونية المحددة في دفتر الشروط.