أحيت فرقة ''الفردة'' حفلا ساهرا أول أمس بقاعة ''الموقار''، تجاوب معه الجمهور الذي غصت به القاعة، سواء بالرقصات أو بترديد الأغاني، فكانت بحق سهرة ممتعة وجميلة من سهرات الجزائر الرمضانية. قدمت ''الفردة'' باقة من أغاني التراث الشهيرة وأضفت عليها كالعادة لمسة خاصة أو سحرية لا يعرف كنهها إلا أعضاء الفرقة الذين لم يتوانوا في إسعاد الجمهور الحاضر الذي أتي لكي يتمتع بأداء هذه الفرقة البشارية، وفي هذا السياق صرح حسين زايدي رئيس فرقة ''الفردة'' ل''المساء'' أن طريقة أداء الفرقة لاغاني التراث، مختلفة وهو ما يجذب الجمهور إليها، مضيفا أن غناء مطرب الفرقة (الشيخ العربي) المتميز واستعمال الآلات المتنوعة وفي مقدمتها آلة الفردة قد ساهم في نجاح الفرقة، وكشف زايدي عن تسجيل الفرقة لست مجموعات غنائية بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وهذا بغية توثيق فن ''الفردة'' وجعله مرجعا للأجيال التي تود ممارسة هذا الفن. وبدأ حفل ''الفردة'' بابتهال للخالق ومدح للرسول الكريم فغنى الشيخ العربي: ''مني الدعاء ومن عندك القبول والحاجة ما تكون فيها تعطيلة''، وغنى أيضا: ''يا كريم السماء عيشنا بفرح حاشا يخيب من يحسن ظنو فيك''، وانتقلت ''الفردة'' إلى أداء أغان تراثية بلمسة ''فردية''، ووفق إيقاع بطيء في البداية لكنه سرعان ما يتسارع ويرّقص بذلك الجمهور، فغنت: ''ليام ألي مضات ما ترجع هيهات والقلب ألي عشق ودع سلوانو''، وغنت أيضا: ''يابنت بلادي عجبوني عينيك قلبي كيبغيك والزين للي فيك قلبي كيبغيك أي يييي بنت بلادي''، وغنت كذلك مقاطع من قصيدة ''الغزال فاطمة'': ''ارحمي يا راحة لعقل ترحامي من جفاك طال سقامي كيف نبقى حاير وانت مسليا روفي يا لغزال فاطمة،امولاتي والحب والهوى والعشق ونار الغرام من حالت الصبا فعضايا قاموا كل واحد دار مقامو فمهجتي وضحى بحسامو مع سهامو يطعن ويزيد بالجراح عدامي....... في غراد هذ الدامي غير ملكت عقلي بجمالها وغلقت عنوة باب المراحمة''. وغنت ''الفردة'' الأغنية التي اشتهرت بها وتقول في مقطع لها: سيدي بلحمر واش جابك عندي للدار لعفو راني جاي لعفو راني عاين. لتختم ''الفردة '' السهرة بأداء أغنية ''الشيخ بن بوزيان'' وهو الولي الصالح لمنطقة القنادسة ببشار: وعرف حفل ''الفردة'' إقبالا كبيرا من الجمهور الذي جاء ليستمتع بأداء هذه الفرقة التي أخذت أغان من طبوع متنوعة مثل الشعبي والقناوي والمغاربي والصوفي والملحون ومن ثم أدته بطريقة خاصة حققت لها نجاحا كبيرا على الساحة الوطنية وحتى في الخارج. قد لا يمكن أن نجد تسمية للطابع الذي تقدمه فرقة ''الفردة'' إلاّ باسمها أي ''طابع الفردة''، ومن الصعب حقيقة التعريف بعمل هذه الفرقة، ربما ليس من الضرورة ان نعطي لكي شيء اسما بل لنشعر فقط بحس هذا الفن وروحيته واحيانا ايقاعه الخفيف الذي يجعلك تتحرك حتى ولو كنت قابعا في كرسيك، أجل لنشعر بالحس الجميل ولنرحل الى عوالم أخرى ولنتوقف عن التفكير والقلق بل لنصمت ولنستمتع.