يطالب سكان الأحياء المعزولة على مستوى بلدية هراوة بتدخل السلطات الولائية والجهات الوصية، لإنهاء معاناة أبنائهم في ظل غياب مجمعات مدرسية بالمنطقة رغم برمجة مشاريع في هذا السياق دون تجسيدها، وهو ما يجبرهم على التنقل الشاق لمزاولة دراستهم بعيدا عن مقر سكناهم منذ أكثر من 7 سنوات، موازاة مع النقص الفادح في النقل المدرسي الذي لا يغطي احتياجات التلاميذ في كل موسم دراسي. أيام قليلة قبل الدخول المدرسي يلح أولياء التلاميذ على مستوى أحياء العربي، أولاد معمر، برايدي و150 مسكن بعين الكحلة على ضرورة تدخل المعنيين لحل هذا الانشغال الذي أثر سلبا على التحصيل الدراسي لأبنائهم، ناهيك عن مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه مدارس بلدية هراوة، أين تصل قدرة استيعاب الأقسام إلى 45 تلميذا في كل قسم، وهو ما يشكل تحديا آخر للمسجلين الجدد في الطور الابتدائي، خاصة بالنسبة لمن غير مقر إقامته، أين تبدأ رحلة الظفر بمقعد دراسي عبر الابتدائيات مع الدخول المدرسي. وفي ذات السياق استرسل بعض الأولياء في شكواهم المقدمة ل''المساء'' بالحديث عن المعاناة التي تنظر أبناءهم أثناء التحاقهم بمقاعد الدراسة من خلال قطعهم لمسافات تزيد عن 8 كيلومترات يوميا سيرا على الأقدام ذهابا وإيابا وسط الأحراش والأراضي الزراعية الخالية، معرضين أنفسهم لمختلف أنواع المخاطر التي تترصدهم، إضافة إلى حوادث المرور التي كثيرا ما يتعرضون لها سنويا، في ظل اقتصار النقل المدرسي على ثلاث حافلات من الحجم الصغير، مع ضمان الرحلة الصباحية والمسائية فقط بالموازاة مع العدد الهائل من التلاميذ واتساع رقعة هذه الأحياء شرقا وغربا، ما يعني أن النقل المدرسي غير مضمون للجميع، وهو ما يجبر بعض الأولياء على موافقة أبنائهم أحيانا وإثقال كاهلهم بمصاريف إضافية للنقل العمومي الذي هو الآخر غير متاح للجميع لعدة اعتبارات، وبالمقابل يبقى مشروع إنجاز 4 مجمعات مدرسية في هذه المناطق بمعدل 6 أقسام بكل حي ينتظر التجسيد من طرف أولياء التلاميذ والسلطات المحلية على حد السواء بعد تخصيص أكثر من 200 مليون سنتيم لدراسة تنفيذ هذا المشروع بكل من حي 150 مسكن بعين الكحلة وحي أولاد معمر، إلا أنه يبقى معطلا رفقة مشروع 12 قسما بكل من حي العربي وبرايدية في ظل أزمة انعدام الوعاء العقاري لتجسيدها، وهو الانشغال الذي يرفعه هؤلاء إلى السلطات الولائية والمصالح المختصة لرفع الغبن عنهم وتجسيد مبدإ تقريب التعليم من المواطن ببلدية هراوة.