تتواصل بدار الإمام بالمحمدية التصفيات التنافسية للطلبة حفظة القرآن المشاركين في الطبعة السابعة لمسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم، التي سجلت حضور 43 دولة من أصل أكثر من ,50 وسط تنافس كبير بين المتبارين الذين أبدعوا في تجويد وترتيل آيات الذكر الحكيم. وشهدت تصفيات يوم أمس مشاركة عدة حفظة للقرآن من دول عربية وغربية على غرار تونس، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، جنوب إفريقيا، بوركينافاسو وروسيا التي حققت تميزا كبيرا، حيث تم اختبارهم في قراءات القرآن الكريم عن طريق فنون التجويد من طرف لجنة التحكيم المشرفة التي ضمت كبار المقرئين والأساتذة من ايران وليبيا والجزائر. كما تواصلت التصفيات طيلة الفترة المسائية تلتها تحضيرات مكثفة تحسبا لجلسات الإنشاد الديني التي تنشطها فرق إنشاد ايرانية بعد التفرغ من صلاة التراويح. وبخصوص الطبعة السابعة لهذه الجائزة التي دأبت الجزائر على تنظيمها كل سنة بعد أن كانت طبعاتها الأولى مغاربية ثم عربية، أكد مدير التعليم القرآني بدار الامام الأستاذ محمد ايدير مشنان في تصريح خصّ به ''المساء'' أمس على هامش تصفيات الفترة الصباحية أن التنافس يزداد حدة بين الطلبة المرشحين لنيل هذه الجائزة، خاصة مع بداية العد التنازلي لهذه التصفيات التي يتبارى فيها 43 حافظا لكتاب الله من مختلف الدول العربية والأوربية، موضحا أن طبعة هذه السنة تميزت بحضور ولأول مرة مشاركين من أذربيجان وروسيا الذين أبدعوا في تجويد القرآن بمختلف الطبوع والمقامات وكذا في القراءات الحرة. وأضاف مدير التعليم القرآني أنه سيتم تخصيص جلسات ليلية للقراءات الحرة يقدم فيها كل طالب الشيء الذي يرغبه وبالطريقة التي يشاء، حتى تكون فرصة للاستمتاع بالتلاوات العطرة والمقامات التي تختلف من بلد لآخر. وفي تقييمه للطبعات السابقة قال الأستاذ محمد ايدير مشنان ''أنها كانت ناجحة من حيث التنظيم والتحكيم والإقبال الكبير للمتنافسين والحضور المميز للجمهور والمدعوين وهذا بشهادة الانطباعات التي كانت تصلنا من سفراء الدول المشاركة من مختلف بقاع العالم الاسلامي في جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم''. مضيفا أن هذا النجاح يعود للجان التحكيم الجزائرية التي تضم أساتذة قاموا بالتحكيم في مختلف الدول الاسلامية كالسعودية والامارات وتونس والأردن وليبيا... وغيرها. وفي رده على سؤال حول إمكانية افتكاك الجزائر للمرتبة الأولى ونيل جائزة القرآن الكريم لسنة ,2010 أفصح السيد مشنان أن التفاؤل يبقى مطروحا على الرغم من عدم حصول الجزائر على المرتبة الأولى خلال الطبعات السابقة، موضحا أن هذا التفاؤل يبرره التميز الكبير لأداء الطلبة الجزائريين سواء في المسابقات الوطنية كفرسان القرآن، وحتى الدولية منها كالتي اختتمت يوم الاثنين الماضي بدبي الإماراتية والتي عرفت فوز الطالب الجزائري محمد إرشاد مربعي من بين 78 متنافسا. ومن جهتهم، أبدى بعض الطلبة الأجانب المشاركين في المسابقة سعادتهم الكبيرة لكونها المرة الأولى التي يأتون فيها للجزائر، مؤكدين أنه شرف كبير لهم للتباري مع إخوانهم الجزائريين الذين يتمتعون بأداءات مميزة لآيات كتاب الله. كما عبر أحدهم من روسيا وهي دولة مشاركة لأول مرة في المسابقة أن التنافس بين 43 طالبا ليس بالأمر السهل، مقارنة مع المقرئين المتمكنين من قواعد اللغة العربية وأساليب النطق بها. وللإشارة، ستنطلق ابتداء من اليوم بدار الإمام بالمحمدية فعاليات المسابقة الوطنية التشجيعية لصغار حفظة القرآن الكريم الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، تحت إشراف لجنة تحكيم تابعة لمعهد القراءات بالجزائر العاصمة، كما ستشهد هذه المسابقة إلى جانب جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم اللتين يرعاهما رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة نشاطات دينية عديدة يوم الأحد القادم الموافق ل26 رمضان تبدأ بفعاليات الاحتفال بليلة القدر المباركة واختتام قراءة كتاب صحيح البخاري، إضافة إلى توزيع الجوائز على الفائزين.