تنطلق غدا الأربعاء بالعاصمة الفرنسية باريس فعاليات الندوة المتوسطية للطاقة الشمسية، وستشارك الجزائر في أشغالها كشريك أساسي واستراتيجي في مناقشة جملة من القضايا ذات الصلة المباشرة بواقع ومستقبل هذا النوع الطاقوي الجديد، في ظل استعداد المنطقة المتوسطية لمرحلة ما بعد البترول. وجاء في الموقع الالكتروني ''صوت الكويت'' أمس نقلا عن وكالة الأنباء السعودية أن هذا اللقاء الدولي الذي سيستقطب أكثر من 1000 مشارك يمثلون مختلف المؤسسات والهيئات والشركات الحكومية والخاصة المهتمة بقطاع الطاقة الشمسية، يتناول بالنقاش والتحليل والتقييم واقع هذا التوجه الجديد المرشح لخلافة ما يعرف بالذهب الأسود (البترول)،لاسيما في ظل التحديات الكبرى التي تفرض على الدول تغيير استرتيجياتها الصناعية عن طريق توظيف الطاقات البديلة والنظيفة. كما ستعرض مختلف الدول المشاركة خاصة الأوربية منها تجاربها القيمة في هذا المجال الحيوي والحساس، بهدف تبادل الخبرات والتجارب مع باقي الدول المشاركة الأخرى، على غرار تركيا، الأردن، مصر ودول المغرب العربي كالجزائر التي تعتبر شريكا محوريا في هذه الندوة التي تدوم ليومين كاملين بالنظر إلى المشاريع العديدة التي باشرتها في منطقة الصحراء الواسعة وحتى في بعض المناطق الشمالية. وإلى جانب ذلك ستكون هذه الندوة الدولية فرصة سانحة للدول المشاركة لتسليط الضوء على المعوقات التي تحد من الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية، ككثرة التكاليف الخاصة بتقنيات ومعدات استقطاب هذه الطاقة، إضافة إلى صعوبة تحديد الأماكن الخاصة والملائمة لإقامة مثل هذه المشاريع بالنسبة للدول التي تفتقر للمناخ والبيئة الصحراوية. كما سيقوم عدة متدخلين أوروبيين وعرب خلال أشغال هذه الندوة المتوسطية التي تحظى بدعم أممي إلى جانب كبريات المؤسسات العالمية المهتمة بمجال الطاقات المتجددة، بتقديم عدة محاضرات ومداخلات نظرية حول الجوانب الإيجابية الناتجة عن استغلال الطاقة الشمسية وعدم تأثيرها على البيئة والفضاء الخارجي. علاوة على تقديم عدة مشاريع استثمارية في هذا المجال في العديد من الدول الأوربية ككندا وسويسرا...وغيرها. وبالنسبة للجزائر فإن الوضع يبقى هاما للغاية باعتبار أن العديد من خبراء الطاقة يرشحونها للعب أدوار ريادية ومهمة في المعادلات الطاقوية خاصة على الصعيد الدولي وهذا مقارنة بالمخزون الطبيعي الهائل الذي تحوزه الجزائر في مجال إنتاج الطاقات المتجددة. ويشكل هذا التوجه إحدى الرهانات الاستراتيجية الكبرى التي تعول عليها الجزائر في المستقبل، بما لها من أثر بالغ في الحفاظ على أهم مصادر الدخل القومي الذي يفوق 90 بالمائة من الغاز والبترول المهددين بالزوال بعد حوالي 50 سنة حسب ما يشير إليه الخبراء. وتظهر جدية هذا الاختيار الذي أضحى أكثر من ضرورة اقتصادية حتمية لضمان التنمية الاقتصادية المستدامة في تأكيد السياسات الاقتصادية الحكومية الأخيرة الرامية إلى الحفاظ على الأمن الاقتصادي وهذا من خلال مشاركة وفد رسمي عن وزارات كل من الخارجية والطاقة والمناجم والتهيئة العمرانية والبيئة والسياحة في أشغال المؤتمر التأسيسي للوكالة الدولية للطاقات المتجددة التي جرت أشغالها ب''بون'' الألمانية في أواخر جانفي من السنة الماضية. حيث كانت هذه المناسبة فرصة لتأكيد الجزائر على الاهتمام البالغ الذي توليه لترقية الطاقات المتجددة كأحد موارد الطاقة للتقليل من انعكاسات الغازات الملوثة للجو. وتبقى الجزائر من بين الدول الأولى في امتلاكها لأحد أكبر مصادر الطاقة الشمسية على المستوى العالمي، لاسيما من جانب إمكانية الإنتاج والتصدير مع العلم أنها تتلقى أشعة الشمس لأكثر من 3000 ساعة على مدار العام. ويرى المتتبعون للشؤون الطاقوية أن الجزائر تمتلك أحد أكبر قدرات الإنتاج في العالم من الطاقة الشمسية وهذا تحسبا لانتهاء مشروع بناء محطة بكلفة 350 مليون دولار بأدرار لإنتاج الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية الهجينة الذي تشترك في إنجازه شركات إسبانية.