الجزائر تستعد لإرسال طاقم عمال نووي للمعاهد الفرنسية كشف شكيب خليل وزير الطاقة و المناجم أول أمس عن استعداد الجزائر لإرسال طاقم جزائري متخصص في التكنولوجية النووية إلى المعاهد الفرنسية بهدف القيام مع خبراء فرنسيين في الطاقة النووية "في انجاز مشاريع تشمل المجالات التي تهم الطرفان". وركز وزير الطاقة و المناجم عقب نهاية زيارته للعاصمة الفرنسية باريس، على اعتبار تكوين العمال الجزائريين و البحث من الأولويات الراهنة، مشيرا إلى أن مشروع معهد الهندسة النووية، والذي قال انه سيستغرق وقتا طويلا ليصبح عمليا. وأضاف السيد خليل انه في انتظار هذا المشروع يمكننا من الآن التفكير في تشكيل طاقم جزائري على مستوى المعاهد الفرنسية"، مؤكدا على أهمية إنشاء وكالة للأمن و السلامة النووية بالجزائر. وزير الطاقة و المناجم وخلال لقاءه مع الصحافة الأجنبية، أكد أن هناك رغبة لدى الجزائر في تنويع مصادرها الطاقوية استنادا إلى برنامج وطني في إطار إستراتيجية جديدة على المدى البعيد ترقبا لمرحلة ما بعد البترول، موضحا أن محادثاته مع الشركاء الفرنسيين في مجال التعاون النووي السلمي شملت تكوين عمال جزائرين مكلفين بتسيير المحطات الكهربائية النووية في المستقبل. وفي السياق ذاته، عرض خليل البرنامج الوطني لتنويع الموارد الطاقوية مذكرا بأن "الجزائر تباشر مرحلة المجمعات الشمسية" مع فتح قريبا محطة للطاقة الحرارية تتوفر على هذه التكنولوجية المزدوجة، وتطرق أيضا إلى برنامج الطاقة الضوئية الذي يمون 18 قرية نائية و برنامج طاقة الرياح معتبرا أن الطاقة الشمسية قد تكون جد تنافسية شريطة أن يتم تثمين تكاليف المرافق و التسويق، وقدم خليل لمحة عن سوق الكهرباء الجزائرية التي "تشهد نموا بنسبة تتراوح بين 5 و 6 بالمائة سنويا"، وكذا التجربة الجزائرية في مجال احتواء ثاني أكسيد الكربون و حرق الغاز. وقال الوزير أن "الطاقة النووية تعتبر خيارا على المدى البعيد يجب التحضير له"، وأضاف أن "العمال متوفرون بالنسبة لمحطة الطاقة الحرارية في إشارة إلى ضرورة مباشرة برنامج تكوين في المجال النووي المدني . موضحا أن الجزائر تتوفر على مفاعلين اثنين للبحث في مختلف المجالات النووية الصحة و الماء و الفلاحة، مشيرا إلى برنامج تعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحلية مياه البحر و الكهرباء النووية إلخ.. مما يساعد على تعزيز الطاقة في مجال الموارد البشرية. و أكد خليل أن الزيارة سمحت بتحديد مختلف مجالات التعاون و استكمال الأفكار، على أن تتوج المباحثات باتفاق "نأمل" أن يوقع خلال زيارة الرئيس ساركوزي إلى الجزائر. وعلى الصعيد التجاري، أفاد خليل أن تجديد "سوناطراك" العقود الموقعة مع شركة "غاز دو فرانس" سيتم وفق مراعاة مراجعة الأسعار، أما بشأن دمج "غاز دو فرانس" و"سويز"، فاعتبر خليل أن هذا المجمع الطاقوي العالمي الجديد "قد يتيح فرص تعاون جديدة مع سوناطراك "حين يرى الطرفان في ذلك مصلحة متبادلة. وأوضح وزير الطاقة والمناجم أن سوناطراك ستقوم بتسويق جزء من الغاز الجزائري مباشرة في فرنسا ابتداء من سنة 2011 نظرا لتحرير السوق الطاقوية الأوروبية، ووفقا لمبدأ التعامل بالمثل إزاء الشركات العاملة بالجزائر . بلقاسم عجاج