أبرز وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل بباريس، آفاق "تعاون أوسع" بين الجزائروفرنسا في مجال الطاقة خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية عقب محادثاته مع وزيرة الاقتصاد والمالية الفرنسية كريستين لاغارد والوزير الفرنسي للبيئة والتنمية والتهيئة المستدامة جان لوي بورلو· وأوضح خليل أن في هذا القطاع "توجد علاقة قوية بين سوناطراك والشركات الفرنسية" مستشهدا بمختلف أشكال التعاون مع شركة "غاز دوفرانس" في مجال الغاز و"توتال" في مجال النفط و"ألستوم" في مجال الكهرباء· وأشار إلى أن شركتي "غاز دوفرانس" و"سوناطراك" وقعتا على عقود منذ مدة طويلة، مضيفا أن "هذه العقود سيتم تجديدها مع مراعاة مراجعة الأسعار"· وفيما يتعلق بدمج "غاز دوفرانس" و"سويز" اعتبر خليل أن هذا المجمع الطاقوي العالمي الجديد قد يتيح فرص تعاون جديدة مع سوناطراك "حين يرى الطرفان في ذلك مصلحة متبادلة"· وعلى الصعيد التجاري ذكر الوزير بأن سوناطراك ستقوم بتسويق جزء من الغاز الجزائري مباشرة في فرنسا ابتداء من سنة 2011 نظرا لتحرير السوق الطاقوية الأوروبية ووفقا لمبدأ التعامل بالمثل إزاء الشركات العاملة بالجزائر· وأضاف قائلا "إننا نسمح للشركات الأوروبية بالمشاركة في عمليات الاستكشاف والإنتاج والنقل لكننا ننتظر أن ترخص الدول الأوروبية لشركاتنا المشاركة في عمليات التوزيع والتسويق" ذاكرا على سبيل المثال حالتي اسبانيا وإيطاليا· كما أكد أن "مبدأ التنافس قائم" قبل أن يتطرق إلى تحرير السوق الأوروبية منذ الفاتح جويلية 2007 · وتطرق الوزير من جانب آخر إلى مختلف مجالات النشاط التي تساهم في توسيع مجال التعاون الثنائي لا سيما برنامج تحلية مياه البحر الذي سجل بشأنه انعدام شركات فرنسية· كما قدم خليل لمحة عن سوق الكهرباء الجزائرية التي "تشهد نموا بنسبة تتراوح بين 5 و6 بالمائة سنويا" وكذا التجربة الجزائرية في مجال احتواء ثاني أكسيد الكربون وحرق الغاز· وتطرق الوزير مطولا إلى البرامج العديدة في مجال تطوير الطاقات المتجددة بما فيها الشمسية والهوائية معربا عن إرادة الجزائر في تنويع مصادرها الطاقوية إلى جانب تنويع شركائها تحسبا لمرحلة ما بعد النفط· وفي هذا الشأن تطرق خليل إلى الخيار النووي الذي أدرجه في "المدى الطويل" والذي ينبغي على حد قوله "التهيؤ له" · وفي هذا الشأن تطرق إلى أشكال التعاون الجزائري - الفرنسي المستقبلية لاسيما فيما يتعلق بإنشاء وكالة للسلامة والأمن النوويين وكذا في مجال التكوين والبحث علاوة على مشروع معهد جزائري للهندسة النووية· وفي إطار بعث النمو الاقتصادي والاجتماعي الجزائري، دعا الوزير المؤسسات الفرنسية إلى المشاركة في الورشات المتعددة الخاضعة للمنافسة الدولية لاسيما من خلال قاعدة الشفافية في المناقصات· وتدخل زيارة السيد خليل إلى فرنسا في إطار "تحضير زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي إلى الجزائر"· وفي تصريح أدلت به ل(وأج)، أوضحت السيدة لاغارد أنها استعرضت مع السيد خليل مجالات التعاون القائم بين البلدين والمسائل المتعلقة بالطاقة بشكل عام وكذا كل ما يتعلق بالغاز والنووي· وقالت: "لقد درسنا أيضا الكيفية التي يمكن لبلدينا من خلالها تطوير هذا التعاون بشكل أكبر"· كما تطرقت لاغارد إلى الأطراف الفاعلة الفرنسية الكبرى في مجال الطاقة من بينها إيريفا بالنسبة للنووي وتوتال وغاز دوفرانس معربة عن أملها في أن "تنشط المؤسسات الفرنسية أكثر وتلتزم أكثر في جهودها الهادفة إلى تطوير العلاقات القائمة مع الجزائر"· من جهته تطرق السيد جان لوي بورلو إلى إعداد "دليل عمل دقيق يتضمن نقاطا عملية" ينبغي على الطرفين" دراستها قبل لقاء رئيسي بلدينا" ·وأضاف قائلا: "لدينا عدة ورشات مشتركة"، مذكرا "بورشات أمن المواقع والتكوين وعقود التموين"· كما أكد الوزير الفرنسي على "التجربة الجزائرية في مجال التقاط واحتواء ثاني أوكسيد الكربون فعلى غرار أصدقائنا النرويجيين نحن معجبون".