مع اقتراب انتهاء مهلة تجميد الاستيطان يوم الأحد المقبل التي كانت أقرتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تمديد هذه المهلة لوقت إضافي من اجل إعطاء فرصة لعملية السلام الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وجاءت هذه الدعوة هذه المرة على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي طالب إسرائيل بتمديد قرار التجميد في الضفة الغربية. وكرر بن كي مون خلال لقائه مساء اول أمس بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية بنيويورك في دورتها ال 65 قناعته بأن المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة لتسوية الخلافات القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتزامنت دعوة الأمين العام الاممي مع التحذير الذي أطلقه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مغبة تضييع الحكومة الإسرائيلية للفرصة المتاحة حاليا من اجل التوصل إلى اتفاق سلام في حال إصرارها على استئناف البناء الاستيطاني. وجدد الرئيس عباس خلال اجتماعه بنيويورك مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضه الاستمرار في المفاوضات في حال استئناف البناء الاستيطاني. وجاء اللقاء الذي عقد في نيويورك بناء على رغبة الرئيس الإسرائيلي حيث تناول الموقف من قضية الاستيطان عشية انتهاء قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميده الأحد المقبل وضرورة استغلال ''الفرصة الذهبية'' المتاحة عبر مفاوضات السلام. وكان الرئيس الفلسطيني أكد أنه لن يقبل التفاوض ولو ليوم واحد إذا قررت حكومة الاحتلال إنهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان وهو ما يعني فشل مسار مفاوضات السلام في بدايتها. ورغم أن الولاياتالمتحدة راعية السلام في منطقة الشرق الأوسط مقتنعة بالموقف الفلسطيني من الاستيطان فإنها ولغاية الآن لم تتجرأ على اتخاذ قرارات حازمة لحمل حكومة بنيامين نتانياهو على الرضوخ للمطالب الدولية واكتفت بتقديم اقتراح يتضمن مواصلة التجميد لثلاثة أشهر إضافية. وهو اقتراح قبلته السلطة الفلسطينية غير أن حكومة الاحتلال جددت موقفها من استئناف البناء الاستيطاني بعد انتهاء مهلة التجميد. وفي الوقت الذي يشكل الاستيطان أهم العقبات أمام استكمال العملية السلمية أدانت الجامعة العربية أمس بشدة تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حول وضع عرب 48 على طاولة المفاوضات ودعواته لتبادل السكان بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكد محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية رفض الجامعة العربية التام لهذه التصريحات، داعيا إلى وقفة جادة من الإدارة الأمريكية واللجنة الدولية الرباعية حول الشرق الأوسط إزاء كل التصريحات العنصرية. وأعرب عن دهشته لأن يتحدث ليبرمان بهذه الطريقة عن أصحاب الأرض الشرعيين الذين تواجدوا على هذه الأرض منذ فجر التاريخ وهو القادم من إحدى دول أوروبا الشرقية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني راسخ في أرضه. وجدد المسؤول العربي رفض جامعة الدول العربية التي سبق ورمت بكرة مفاوضات السلام المباشرة في المرمى الفلسطيني اعتراف العرب بيهودية إسرائيل وقال ''إن الجانب الإسرائيلي يعلم أن هذا الطرح غير معقول أو مقبول ومرفوض وإنما يطرحه لتخريب عملية السلام واستفزاز الجانب الفلسطيني''. وأضاف أن هذا طرح ''خطير'' في المنطقة العربية ومحاولة للالتفاف على حقوق عرب 48 وقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين لهم حقوق واضحة في القانون الدولي وفي القرارات الدولية. وأشار صبيح إلى انه على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يريد أن يعلن يهودية الدولة أن يعرف ''من هو اليهودي '' وقال انه ''يوجد في إسرائيل خلاف شديد على تعريف من هو اليهودي بحيث لا تعترف الحاخامية الارثوذكسية باليهود الأمريكيين كيهود باعتبارهم إصلاحيين ولابد من إعادة تهويدهم وفقا لوجهة نظرها وهم الذين يوفرون الدعم والحماية لإسرائيل داخل أمريكا''.