نددت الفيدرالية الدولية لضحايا الإرهاب مكتب الجزائر بعمليات الاختطاف التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وفي مختلف مناطق العالم، وأكدت رفضها للأسلوب الجديد المعتمد في تحرير هؤلاء المختطفين والمتمثل في دفع الفدية، معتبرة ذلك تمويلا للجماعات الإرهابية وتشجيعا للعمليات الإجرامية أكثر مما هو إنقاذ للضحايا. عبرت السيدة سعيدة بن حبيلس رئيسة مكتب الفيدرالية الدولية لضحايا الإرهاب بالجزائر عن تضامن هيئتها مع كل الضحايا المختطفين مهما كانت جنسيتهم، غير أنها تؤكد وتجدد رفضها للأسلوب الجديد الذي أصبحت تعتمده بعض الدول لتحرير المختطفين من خلال دفع فدية للجهات التي اختطفتهم مقابل إطلاق سراحهم. وأضافت السيدة بن حبيلس في ندوة نظمتها جريدة ''المجاهد'' أمس أنها مصدومة من هذا الأسلوب الكارثي المتمثل في الفدية التي باتت تمثل نسبة 95 بالمائة من مصادر تمويل الجماعات الإرهابية. وهو السياق الذي عبرت من خلاله عن رفضها القاطع لدفع هذه الفدية، ووجهت نداء إلى الجهات المخولة بتجريم دفع الفدية كونها تشجع الأعمال الإرهابية وتواجد الجماعات المسلحة. وأوضحت المتحدثة أن الفيدرالية الدولية لضحايا الإرهاب ترفض كل التدخلات العسكرية في منطقة الساحل، في إشارة منها إلى قيام فرنسا بإرسال جنود إلى النيجر للبحث عن رهائنها المختطفين هناك قصد تحريرهم. مشيرة إلى أن دول الساحل قادرة على توفير الأمن في منطقتها دون حاجة إلى التدخل الأجنبي، وأفضل دليل على ذلك -تقول المتحدثة- الجزائر التي تمكنت من الانتصار على الإرهاب وحاربته لوحدها خلال العشرية السوداء دون أي تدخل أجنبي.من جهة أخرى اقترحت السيدة بن حبيلس إنشاء صندوق عالمي لتعويض ضحايا الإرهاب، مؤكدة مواصلة الفيدرالية التي ترأس مكتبها بالجزائر محاربة الإرهاب في كل أنحاء العالم وكذا نضالها من أجل ضحاياه.وفي معرض حديثها عن قضية المفقودين عبرت السيدة بن حبيلس عن أسفها لما وصفته ب''استغلال هذا الملف سياسيا داخل وخارج الوطن''. ونظمت جريدة ''المجاهد'' أمس ندوة تخليدا لروح المحامية الأمريكية روندا كوبيلان التي ناضلت من أجل القضية الجزائرية خلال العشرية السوداء والتي عملت من أجل كسر الحصار المفروض على الجزائر خلال التسعينات بالوقوف إلى جانب كل من قاوم الإرهاب وكرست جهودا كبيرة في العمل على محاربة فكرة ''من يقتل من''.وذكرت السيدة شريفة خضار رئيسة جمعية ''جزائرنا'' عضو الفيدرالية الدولية لضحايا الإرهاب أن رحيل الفقيدة التي توفيت في ماي 2010 يعد خسارة كبيرة للنضال من أجل حقوق الإنسان. مشيرة إلى أن المحامية روندا كوبيلان كانت الوحيدة التي وقفت إلى جانب الجزائر في وقت الشدة وفي محنتها خلال الأزمة الأمنية بأمريكا حيث نظمت ندوات بالولاياتالمتحدةالأمريكية حول ضرورة محاربة الإرهاب في الجزائر ودعت العالم للتجند لمحاربة هذه الظاهرة في التسعينات لما أدارت العديد من الدول بما فيها الصديقة ظهرها للجزائر. واشتهرت المحامية الأمريكية بمقولتها الشهيرة ''لو اجتمع العالم من أجل محاربة الإرهاب في الجزائر لتمكن من استئصاله ولم تكن أحداث ال11 سبتمبر لتقع بالولاياتالمتحدةالأمريكية في .''2001وأكدت الأستاذة نادية زاي محامية جزائرية تعاملت مع المرحومة أن السيدة روندا كوبيلان عملت كل ما في وسعها لمساعدة الجزائر خلال العشرية السوداء حيث ساهمت في رفع دعوات قضائية ضد إرهابيين جزائريين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن فروا من الجزائر.