كشفت مصادر متطابقة ل ''الجزائر نيوز'' أن العشرات من الجمعيات ولجان القرى المتواجدة في مختلف مناطق ولاية تيزي وزو عبرت، أمس، عن تضامنها ومساندتها لعائلة المقاول المختطف المدعو حساني علي، البالغ من العمر 83 سنة، الذي ينحدر من قرية آث كوفي ببوغني·· وأبدت التعاون مع سكان قرية الرهينة المختطف ومختلف قرى بوغني وخلية الأزمة التي تتابع هذه القضية لأجل الضغط على الجماعة السلفية للدعوة والقتال قصد إطلاق سراح عمي علي بطريقة سلمية ودون أي مقابل، حيث دعت هذه اللجان والجمعيات سكان بوغني إلى توخي الحذر، وعدم الدخول في صراع مباشر مع الإرهابيين في هذه الفترة، وطالبوهم بمنح المختطفين مهلة إضافية أقصى مدتها ثلاثة أيام لتجنب كل أنواع المواجهات النارية بين الطرفين، وبعدها التحول إلى المرحلة الأخيرة المتمثلة في اقتحام الغابات بالأسلحة· وتأتي هذه المبادرة، حسب ذات المصادر، بعدما قرر سكان بوغني رفع السلاح لمتابعة الإرهابيين في الغابات والجبال قصد تحرير الرهينة المختطف الذي يعاني من أمراض خطيرة، وذلك لاستنفاد كل السبل السلمية التي بادرها السكان، وفي هذا الصدد أشارت مصادرنا، إلى أن سكان بوغني يصرون على رفع السلاح، لأنهم يرون في ذلك الطريقة الوحيدة التي من شأنها أن تجعل الجماعة السلفية ترضخ لمطالبهم وحل هذه القضية نهائيا، وكذا وضع حد لظاهرة الاختطافات المتزايدة التي تشهدها مناطق بوغني· وفي نفس الإطار، أكدت ذات المصادر أن تنسيقية قرى بوغني تتوعد الإرهابيين بالجحيم في حالة حدوث أي مكروه للرهينة، خصوصا أن هذا الأخير يعاني أمراضا خطيرة ومتقدم في السن، وأبدت تمسكها بقرار رفض دفع فدية مقابل تحرير سبيل المختطف· إلى جانب ذلك، وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مقربة من عائلة المختطف حساني علي، فإن الجماعة الإرهابية التي نفذت عملية الاختطاف اتصلت ليلة أمس بابن الرهينة وطلبت منه الانتقال إلى غابات معاتقة ودفع فدية قدرها ملياري سنتيم مقابل تحرير والده، وهددوه بتصفية الرهينة إن استمر في رفض دفع الفدية· وفي هذا السياق، كشفت مصادرنا أن عائلة عمي علي وعلى لسان ابنها في حديثه مع الإرهابيين عبر الهاتف جددت رفضها المطلق لمطالب الإرهابيين وتتمسك هي الأخرى بقرار رفض دفع هذه الفدية ''كل سكان بوغني وتيزي وزو متضامنون معنا، ووالدنا هو الآخر يرفض دفع أي دينار، ونحن لن نرضخ لمطالبكم ولن تخيفنا تهديداتكم، أما أنتم فافعلوا ما شئتم، وأيادي الله تنتظركم'' هذه هي بعض العبارات التي قالها ابن المختطف للإرهابيين· هذا، ولم تستبعد مصادرنا أن يكون الإرهابيون يخططون حاليا لاختطاف ابن حساني علي، محاولة منهم لتخويف سكان المنطقة للتراجع عن مبادرة رفع السلاح ضدهم· من جهة مقابلة، كشفت مصادر متطابقة، أن معظم الذين نفذوا عملية اختطاف حساني علي ينحدرون من منطقة بوغني وضواحيها، ويتعلق الأمر بكل من الإرهابي المدعو ''بن ناري'' الذي ينحدر من أحد أحياء مدينة بوغني، التحق بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال بداية الألفية، والإرهابي المدعو ''زكرياء'' الذي ينحدر من إحدى قرى بوغني، وكذا الإرهابي المدعو ''كمال الحراشي'' الذي ينحدر من العاصمة، إضافة إلى إرهابي آخر ينحدر من بلدية عين الزاوية الواقعة على بعد 6 كلم غرب بوغني·