انطلقت أمس الحملة التحسيسية والإعلامية لحماية الشباب بالبريد المركزي تحت شعار ''معا لمستقبل شبابنا'' للإصغاء للشباب والتعرف على مشاكلهم الاجتماعية والنفسية، وهي المبادرة التي ستشمل في الأيام القادمة مختلف بلديات العاصمة وولايات الوطن. وقال المفتش العام للأمن الوطني عميد أول للشرطة محمد حوالف خلال إشرافه على انطلاق فعاليات تظاهرة الحملة التحسيسية والإعلامية لحماية الشباب: ''إن هذه المبادرة المشتركة بين المديرية العامة للأمن الوطني والمنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب تمثل السياسة الجديدة التي تبنتها المديرية، والتي تقوم على مبدإ إعطاء أهمية أكثر للشرطة الجوارية في محاربة الآفات الاجتماعية،لاسيما آفة المخدرات.'' وأضاف المصدر أن الحملة التي تنطلق من العاصمة لتدوم على مدار ستة أشهر ستستهدف باقي ولايات الوطن أيضا في خطوة نحو تعزيز دور الشرطة الجوارية في مجال محاربة الجريمة التي تمس فئة الشباب بالخصوص في الوسط المفتوح والوسط المدرسي على حد سواء. ومن جهته اعتبر رئيس المصلحة المركزية للصحة والنشاط الاجتماعي والرياضة بالمديرية العامة للأمن الوطني عميد أول للشرطة صالح حمدان بالعربي هذه المبادرة التي تدخل في إطار سياسة التقارب بين الشرطة والمواطن وسيلة لوقاية الشباب من خطر الجريمة وتوجيهه نحو ما يفتح له آفاقا مستقبلية، مشيرا إلى أن عدة نشاطات ستتم من خلال الحملة التي ينتظر أن تتوج بعمل تقييمي. وفي سياق متصل أوضح المكلف بالاتصال بالمصلحة المركزية للصحة والنشاط الاجتماعي والرياضة بالمديرية العامة للأمن الوطني سمير حميدي أنه تم تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لإنجاح الحملة التي اتخذت من البريد المركزي محطة أولى لها، وذلك بغية تحسيس وإعلام الشباب اعتمادا على مقاربة العمل الميداني. وفي هذا الإطار ذكر المكلف بالاتصال أنه تم تجنيد فرقة طبية تابعة لمديرية الأمن تتكون من سبعة أطباء وسبعة مختصين نفسانيين، ست حافلات منها ثلاثة للإسعاف النفسي وثلاثة خاصة بالإسعاف المدرسي. إضافة إلى مشاركة 15 مربيا ينتمون للمنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب. وكذا شركاء آخرين يمثلون الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب ومديرية التكوين المهني لاستقطاب الشباب البطال وتوجيهه. وذكر السيد سمير حميدي أن المحطة الموالية تتمثل في دائرة باب الوادي، بحيث سيتم تنظيم أبواب مفتوحة في كل ثلاث أو أربع بلديات على مستوى كل دائرة من دوائر العاصمة للتمكن من الإصغاء إلى أكبر قدر من الشباب، لاسيما على مستوى الأحياء الشعبية، مبرزا أن العمل التحسيسي يعتمد أيضا على دور مخبر الشرطة العلمية لتوعية الشباب حول خطر المخدرات وخلايا الإصغاء للأمن الوطني المتواجدة على مستوى دوائر العاصمة. وصرح بدوره رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب السيد عبد الكريم عبيدات قائلا: ''إن إرساء مخطط وطني لحصر الظواهر الاجتماعية السلبية بات ضرورة للتمكن من التكفل بالشباب الذي يعاني من المشاكل الاجتماعية والنفسية حتى لا يتوجه نحو بؤر الانحراف.'' وكشف رئيس المنظمة أنه سيتم تنظيم ندوة وطنية لتقييم نتائج الحملة، حيث أن التظاهرة التي تقوم على تجربة المنظمة تعتمد على مبدإ الانتقال إلى الميدان مباشرة لاستقطاب الشباب، حيث تتواصل على مدار ستة أشهر بالعاصمة ليتم نقلها إلى باقي ولايات الوطن. كما تتميز بإشراك الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب لأول مرة بغية فتح آفاق للشباب البطال وسد ثغرات الفراغ التي تفتح المجال للإجرام. ويذكر أن المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب جندت 100 مرب للتكفل بمهمة التحسيس على مدار ستة أشهر بالعاصمة. علما أن تجربة حافلة الإسعاف النفسي للمنظمة تمكنت منذ انطلاقها إلى يومنا هذا من استقطاب حوالي 12 ألف شاب.وللإشارة، تميزت الأبواب المفتوحة بعرض صور عن المخدرات وإحصائيات السداسي الأول من السنة الجارية عن حوادث المرور في المناطق الحضرية.