ينظم قسم علم الاجتماع والديموغرافيا بجامعة 8 ماي 1945 بالمة، الملتقى الدولي الأول حول ''أطفال الشوارع: آليات التكفل بين التصور والممارسة'' يومي 03 و04 نوفمبر القادم. ويهدف الملتقى إلى فتح حوار جاد من أجل فهم أعمق للظاهرة والتأسيس لمقاربات فاعلة حول مسألة التكفل والتأهيل لهذه الشريحة الهامة من المجتمع، وتوفير جو معرفي يتم من خلاله تبادل التجارب والخبرات والدراسات الميدانية في المجال ذاته. وستشهد أشغال الملتقى مشاركة العديد من الخبراء والمهتمين بهذه الشريحة من المجتمع من داخل الوطن وخارجه، الذين سيناقشون الإشكالية عبر أربعة محاور رئيسية يتضمنها الملتقى، أهمها ''واقع وآليات التكفل والتأهيل'' ''منظورات ونماذج للتصدي للظاهرة''، ''ودور المؤسسات الحكومية وتنظيمات المجتمع المدني'' فضلا عن محور يتطرق إلى ''ماهية التكفل بأطفال الشوارع ببلادنا''، والتي تعد من الظواهر الاجتماعية التي تعرف استفحالا كبيرا في مختلف المجتمعات المعاصرة، والتي حظيت باهتمام الباحثين والمختصين والعاملين في الحقل الاجتماعي والنفسي، وتمثل الظاهرة أيضا موضوعا من المواضيع الشائكة التي تعاني منها المجتمعات الفقيرة والغنية، وذلك لارتباطها بالسياق التاريخي للتطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كما أن لمشكلات الحروب والإرهاب والأزمات الاقتصادية وعلى وجه الخصوص في البلدان النامية دورا في استفحالها وعلى الرغم من حجم مشكل أطفال الشوارع، وخطورة درجة استفحالها في المجتمع والنتائج المترتبة عنها، لم تحظ تلك الفئة الحساسة بعد بالدراسة والاهتمام الكافيين من طرف الخبراء. للإشارة، سبق وأن نظمت الجامعة ذاتها العام الفارط ملتقى وطنيا حول ظاهرة أطفال الشوارع ''الواقع والآفاق'' تم من خلاله تناول ومناقشة مفهوم أطفال الشوارع وتدارس الجانب المنهجي في التعامل مع هذه الظاهرة وتحليلها بإسهاب، على اعتبار أن أية محاولة للتفكير في خطة عمل أو اقتراح آلية للتكفل بهذه الفئة الاجتماعية تقتضي تهيئة أرضية منهجية يتم على أساسها تحديد المفهوم الأكثر ملاءمة، لدراسة هذه الظاهرة والعمل على التشخيص الفعلي والجاد لأهم عواملها ومسبباتها.