أكد الديوان الوطني للحليب ''أونيل'' أن الأسباب التي أدت إلى أزمة حليب الأكياس في العديد من ولايات الوطن والتي استمرت بعض الأسابيع قد تم تجاوزها، موضحا على لسان احد مسؤوليه أنه يحضر لتوفير مخزون احتياطي لغبرة الحليب تفاديا لتكرار أي أزمة مماثلة في المستقبل. فيما سجل إنتاج الحليب الطازج ارتفاعا قدر ب37 بالمائة خلال هذه السنة مقارنة بسنة 2009 حيث قفز من 400 إلى 550 مليون لتر. وأرجع المصدر ندرة حليب الأكياس في السوق والتي أرهقت المستهلكين في العديد من مناطق الوطن إلى اضطرابات سجلت على مستوى شبكة توزيع حليب الأكياس وليس غبرة الحليب نافيا وجود أي نقص من المادة الأولية. ولتفادي حدوث أزمة في توفير هذه المادة في المستقبل قرر الديوان الوطني للحليب وضمن برنامجه المسطر والخاص باستلام حصص غبرة الحليب المستورة توفير مخزون احتياطي دائم يؤمن احتياجات السوق وضمان التغطية المتواصلة من هذه المادة الأساسية ذات الاستهلاك الواسع، علما أن احتياجات السوق الوطنية من الحليب المبستر المسوق في الأكياس تقدر ب5,1 مليار لتر. وعن الأزمة التي شهدها السوق مؤخرا قال مصدر من الديوان أنها كانت ظرفية وأن الأمور عادت إلى وضعها الطبيعي بعد أن عولج الاضطراب على مستوى كل من عنابهوالجزائر العاصمة.من جهتها أرجعت الوحدات الخاصة لتحويل الحليب الموزعة في ولايات الوسط، أزمة حليب الأكياس إلى سوء توزيع المادة الأساسية التي يشرف عليها الديوان الوطني، فيما هدد من جهة أخرى أصحاب الوحدات الخاصة تحويل الحليب والتي يتراوح عددها 103 من أصل 118 الموزعة على التراب الوطني بالتوقف عن العمل في حالة استمرار الشح في التزويد بالمادة الأساسية في الإنتاج التي يضمنها الديوان الوطني للحليب خاصة في ظل التزامهم بالدفع الفوري وحتى المسبق لمقابل المسحوق قبل الحصول عليه من المصدر، وعكس ما ورد عن الديوان فقد أرجع هؤلاء سبب الأزمة التي شهدتها مؤخرا مادة الحليب إلى نقص المادة الأولية. كما أكد أصحاب هذه الوحدات أن الأزمة لا تعود إلى بداية الشهر الجاري، بل هي إلى بداية السنة الجارية، حيث تعمل هذه الوحدات منذ الصائفة الماضية بوتيرة بطيئة جدا. ويرى العديد من المتعاملين في مجال إنتاج الحليب أن الحل النهائي لتفادي مشكل الحليب في الجزائر لا يكمن في توفير غبرة الحليب وإنما في إنتاج الحليب الطازج وما يتعلق بجمعه، حيث ذكر على سبيل المثال ولاية تيزي وزو التي تتوفر على إمكانيات هائلة في إنتاج الحليب الطازج حيث يصل إلى 80 مليون لتر، بينما لا يجمع منه سوى 36 مليون وهو الحال الذي ينطبق على كل الولايات المنتجة للحليب.