أحبطت عناصر الدرك الوطني بولاية قالمة إحدى أكبر محاولات تهريب قطع أثرية ثمينة يعود تاريخها للحقبة الرومانية والحضارة الإسلامية وقامت بتوقيف ثلاثة أشخاص من عناصر الشبكة بمنطقة بوشقوف، سيتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى المحكمة المحلية فور الانتهاء من التحقيق. وقد سمحت عملية التوقيف بحجز كميات معتبرة من هذه القطع الأثرية والنقدية. وتمكنت عناصر الدرك الوطني من إجهاض هذه الجريمة التي يعاقب عليها القانون كونها تمس بالممتلكات الثقافية والتراث التاريخي بناءً على معلومات تلقتها أول أمس بإقليم بلدية مجاز الصفاء، حيث قامت عناصر كتيبة الدرك الوطني ببوشقوف بمتابعة القضية باستغلال هذه المعلومات التي تفيد بوجود مجموعة من الأشخاص تنشط في مجال المتاجرة بقطع أثرية. وقام عناصر الدرك الوطني حسبما أكدته خلية الاتصال بالقيادة العامة للدرك الوطني أمس بنصب خطة محكمة للإيقاع بهذه الشبكة، حيث نجحت في توقيف سيارة من نوع ''شيفرولي أفيو'' كان على متنها ثلاثة أشخاص، وبعد تفتيش هذه السيارة تم العثور على ست وستين قطعة نقدية مسكوكة ونصف مسكوكة منهما 24 قطعة نقدية مسكوكة تعود الى الحضارة الإسلامية القديمة ونصف قطعة مسكوكة من نفس الحقبة، غالبيتها من الحجم الكبير، وكذا 42 قطعة مسكوكة معدنية مختلفة الأحجام موضوعة بصندوق صغير خشبي يعود الى الحقبة الرومانية. بالإضافة الى ثلاث جرات مصنوعة من الفخار، واحدة تحتوي على مسحوق أصفر من المحتمل أن يكون ذهبا يصل وزنه الى واحد كيلوغرام. الى جانب استرجاع إناء واحد مصنوع من الخزف الأسود على شكل رأس امرأة، سبعة تماثيل متوسطة الأحجام منها تمثال لشخصية رومانية تمثل آلهة رومانية، تمثال معدني لشخصية تمثل آلهة إمرأة رومانية، تمثال معدني لشخصية رومانية تمثل ملكا رومانيا وأيضا تمثالين معدنيين لقائد حربي روماني، مجسم لعربة معدنية رومانية مجرورة بحصانين على متنها قائد حربي روماني، تمثال رخامي أبيض على شكل رأس إمرأة تمثل آلهة للعهد الروماني وقنديل معدني روماني. وتعرف هذه الظاهرة انتشارا في ولايات الشرق الجزائري القريبة من الحدود التونسية مثل قالمة، سوق أهراس وتبسة، حيث تتواجد بها عدة مواقع أثرية والتي تقوم شبكات تعمل بالتنسيق مع مافيا دولية بسرقتها وبيعها بأسعار خيالية للسواح الذين يقصدون هذا البلد من مختلف أنحاء العالم ، خاصة الأثرياء وأصحاب المال الذين يقومون بدورهم بإعادة بيعها بأثمان مضاعفة عن تلك التي اشتروها بها وأحيانا عرضها في المزاد العلني وبيعها بالعملة الصعبة في أكبر دول العالم وهو ما يفسر في الكثير من الحالات وجود تماثيل خاصة بالحضارات التي تعاقبت على الجزائر في بعض الدول التي ليست لها علاقة بهذه الحضارات.