قال وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية مصطفى بن بادة، أن الصالون الدولي ال14 للصناعات التقليدية الذي افتتح أمس، بقصر المعارض في الصنوبر البحري، عرف في هذه الدورة "مشاركة نوعية ومتميزة"، مشيرا إلى الشكل الجديد الذي بدا به هذه المرة، من خلال إقامة قرية للحرف تم فيها تجميع الحرفيين حسب فرع النشاط· وأشار الوزير لدى افتتاحه الصالون إلى أن تجميع الحرفيين حسب نوع النشاط يعد ميزة دورة هذا العام، موضحا بأن الغرض منها هو "خلق جو تقليدي وسوسيو اجتماعي يعيد للصناعات التقليدية حيويتها ويسمح للحرفيين بمقارنة أعمالهم"· كما اعتبر ان تخصيص فضاء للأطفال والشباب ضمن الصالون يُعد خطوة مهمة تسجل في جديد هذه الدورة وتهدف اساسا الى "تحبيب الناشئة بالصناعات التقليدية فالأمر يتعلق بالذاكرة"· وعاد بن بادة في تصريحات صحفية للتذكير بأهمية القدرات التي تمتلكها الجزائر في هذا المجال وبضخامة البرنامج الذي شرع في تطبيقه منذ 2003 والذي خصص له مبلغ 5 ملايير دج بغية تثمين الموروث الحضاري للجزائر وكذا إعطائه البعد الاقتصادي الذي ركز عليه الوزير، مشددا على أن الهدف الأساسي الذي يرمي إليه البرنامج هو "جعل هذا القطاع آلية حيوية لدعم الاقتصاد الوطني"· وفي هذا السياق كشف بن بادة عن توقيع اتفاقية بين غرفة الحرف والمهن وصندوق دعم الحرف "فناك" غدا الأربعاء بهدف تحسين بعض الحرف وكذا مرافقة الحرفيين· كما ذكر بالبرنامج الواسع الذي انطلقت فيه الوزارة منذ مدة بالتعاون مع المعهد الوطني للتقييس من أجل إدماج "بعد النوعية" في قطاع الصناعات التقليدية·· وهو البرنامج الذي مس لحد الآن بعض الحرف مثل الحلي والزرابي والجلود والتي تم بمشاركة خبراء من ايطاليا واسبانيا· لكن الوزير اعترف بأن حل اشكالية نوعية المنتوج التقليدي في الجزائر تتطلب وقتا بسبب صعوبة "اقناع الحرفيين للعمل بهده المقاييس"· أما عن المشاركة الأجنبية التي لوحظ أنها تقتصر على نفس الدول التي تجلب نفس المنتجات كل سنة، فإن بن بادة اعتبر أن الهدف الذي تبحث عنه الوزارة من خلال إشراك الأجانب في هذا الصالون هو "ربط شبكات تجارية دائمة والبحث عن أسواق خارجية·· وهو أهم هدف من سياستنا التروبجية" باعتبار أن الصالون مهني وتجاري في نفس الوقت· واعتبر أن إصرار البلدان الحاضرة على المشاركة في هذا الموعد رغم إجبارها ابتداء من هذه الدورة على دفع مستحقات العرض التي تبلغ 80 دولارا للمتر المربع يؤكد أن "الوجهة الجزائرية أصبحت تهمهم وأنهم استفادوا من مشاركاتهم السابقة"· يُذكر أن بن بادة كان مرفوقا خلال افتتاحه للصالون الدولي بكل من وزير التكوين المهني الهادي خالدي والوزير المنتدب المكلف بالتنمية الفلاحية رشيد بن عيسى والوزيرة المنتدبة المكلفة بشؤون المرأة والأسرة نوارة جعفر· ويشارك في هذا الموعد السنوي الذي يدوم إلى غاية ال9 مارس الجاري حوالي 340 عارض من بينهم 55 أجنبيا يمثلون 11 بلدا منها موريتانيا وتونس ومالي واندونيسيا وإيران ومصر خصصت لهم مساحة عرض تقدر ب6000 متر مربع·