دعا السيد جوهان موزير رئيس جمعية الصداقة الجزائرية النمساوية أمس إلى تثمين روابط الصداقة التاريخية التي توطدت بين الشعبين الجزائري والنمساوي منذ سنوات الثورة التحريرية، من خلال إعطاء دفع أقوى للعلاقات التي تجمع البلدين في المجالات السياسية، الاقتصادية والثقافية. واعتبر السيد موزير الذي يشغل أيضا منصب الرئيس المدير العام لصندوق الاستثمار بالنمسا خلال استضافته في منتدى جريدة ''المجاهد''، بأنه من الضروري أن يحافظ الشعبان الجزائري والنمساوي على التضامن الذي جمعهما إبان الفترات العصيبة من التاريخ، مؤكدا في هذا السياق أهمية العمل على ترقية العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي لا ترقى في الوقت الحالي إلى مستوى الإمكانيات المتاحة لديهما. وذكر في هذا الصدد بأن حجم التبادلات التجارية بين البلدين والذي لا يتعدى مستوى 100 مليون أورو، يعد ضعيفا جدا مقارنة بالفرص الكثيرة المتاحة في الجزائر من جهة وكذا بحجم الصادرات النمساوية التي تصل إلى 125 مليار أورو من جهة أخرى، معربا في المقابل عن تفاؤله بخصوص إمكانية رفع هذه المبادلات ودعمها من خلال إنشاء علاقات شراكة مثمرة بين المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين من البلدين. وقد ركز السيد موزير في طرحه على ما سجله من ''ديناميكية في الحياة الاقتصادية بالجزائر خلال الآونة الأخيرة''، مشيرا إلى انه لمس هذه الديناميكية خلال حضوره افتتاح الصالون الدولي الثامن للأشغال العمومية بقصر المعارض الصنوبر البحري، حيث كانت له فرصة الالتقاء بوزيري الأشغال العمومية والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، على التوالي السيد عمار غول والسيد محمد بن مرادي، علاوة على لقائه ببعض المتعاملين الاقتصاديين النمساويين والجزائريين. وجدد المتحدث الذي استلم رئاسة جمعية الصداقة الجزائرية النمساوية مؤخرا فقط، استعداده للعمل على ترقية العلاقات بين البلدين ودفع المبادلات الثقافية بين الشعبين الصديقين، معبرا في هذا الصدد عن التزامه في إطار الجمعية بترجمة المؤلف الجديد الذي صدر مؤخرا بالنمسا والذي يبرز التضامن التاريخي بين الشعبين النمساوي والجزائري إبان الثورة التحريرية. وقد شكل تقديم هذا الكتاب الذي يحمل عنوان ''حقائق معاشة عن التضامن الدولي..اليسار النمساوي والمقاومة الجزائرية 1958-,''1963 لمؤلفه فريتز كيلر، المحور الثاني الذي تطرق له رئيس جمعية الصداقة الجزائرية النمساوية خلال محاضرته التي تفاعل معها الحضور من مجاهدين ووزراء سابقين في الدولة وممثلي الحركة الجمعوية علاوة على حضور سفيرة جمهورية النمسا بالجزائر. وحسب السيد موزير فقد استند الكاتب الذي يعد طالبا في الستين من عمره، إلى شهادات بعض الجنود الذين تم إلحاقهم بالجزائر إبان ثورة التحرير المظفرة ضمن الفيلق الأجنبي، وكذا ما أتيح له من الأرشيف النمساوي، ليروي قصص التضامن التي جمعت الجنود النمساويين مع مختلف شرائح الشعب الجزائري، مع تركيزه على بعض فئات الجنود المتمردين على القيادة الاستعمارية والتحاقهم بصفوف مجاهدي جبهة التحرير الوطني في الجبال، وكذا على استمرار الدعم المقدم من قبل النمسا للثورة الجزائرية إلى غاية السنوات التي أعقبت تاريخ الاستقلال. مع الإشارة إلى أن جمعية الصداقة الجزائرية النمساوية تأسست في سنة ,1963 ضمت العديد من المسؤولين في الدولة النمساوية وخاصة منهم المنضوين تحت لواء الحزب الاشتراكي. وفي الأخير تعهد السيد جوهان موزير ببذل كل الجهود ليكون هذا الكتاب الجديد الذي ساهم في تأليفه أستاذ هولندي متخصص في التاريخ، حاضرا في الطبعة القادمة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر.