تعتزم مصر رفع حجم استثماراتها المباشرة في الجزائر إلى أربعة ملايير دولار خلال السنوات القليلة القادمة، واعتبر السفير المصري بالجزائر السيد عبد العزيز سيف النصر الجانب الرياضي هو الجزء الهش في العلاقات الثنائية، ودعا جماهير البلدين إلى جعل لقاء 14 نوفمبر القادم فرصة لتوطيد أواصر الصداقة بين الشعبين. لقد كانت الرياضة والمقابلة الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري لكرة القدم في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقررة في جنوب إفريقيا العام القادم النقطة الأبرز في حفل تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة أمس بمقر المجلس الشعبي الوطني، إلى جانب الحديث عن الاستثمارات المصرية في الجزائر. واعترف السفير المصري السيد سيف النصر في كلمة ألقاها بمناسبة تنصيب المجموعة التي أشرف عليها رئيس لجنة الشؤون القانونية بالمجلس السيد عبد الحميد سي عفيف بهشاشة العلاقات بين البلدين، عندما يتعلق الأمر بالرياضة وبخاصة كرة القدم، وعبر عن أمله في أن يكون اللقاء الفاصل المقرر إجراؤه الشهر القادم برسم الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم وإفريقيا فرصة لتوطيد أواصر الصداقة بين الشعبين وبين مناصري الفريقين، وفي خطوة لتهدئة النفوس أوضح أمام أعضاء المجموعة أن الأمر يتعلق بكرة القدم وأن الأهم في كل ذلك أن فريقا عربيا سيتأهل إلى المونديال وأنه سيناصر الجزائر لو كان التأهل من نصيبها. وفي تصريح على هامش حفل التنصيب جدّد الدبلوماسي المصري نفيه وضع السفارة عراقيل في وجه المناصرين الجزائريين الراغبين في التنقل إلى مصر لمناصرة الفريق الوطني، وقال "إن أبواب السفارة مفتوحة لجميع المناصرين الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر وأنهم سيتلقون جميع التسهيلات لذلك"، واعتبر ما أشيع حول رفض منح التأشيرات للمناصرين وتعقيد إجراءات الحصول عليها "أنباء غير صحيحة". ومن جهة أخرى ركز المتدخلون خلال حفل تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة بين الجزائر ومصر التي يترأسها النائب عبد العزيز قرشوش على الجانب الاقتصادي في العلاقات الثنائية، فضلا عن دور المجموعة في تعزيز التعاون الدبلوماسي في المجال البرلماني. وأكد مدير دائرة الشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية السيد زياني في تدخله بأن العلاقات الثنائية بين الجزائر والقاهرة متميزة جدا ما فتئت تتعزز من سنة إلى أخرى، وأوضح أن مصر هي البلد الوحيد في المشرق العربي الذي تربطه بالجزائر لجنة عليا مشتركة يترأس دوراتها رئيسا البلدين، إضافة إلى تأسيس 20 لجنة قطاعية. وحسب السيد زياني فإن مصر توجد في مقدمة الدول العربية من حيث حجم الاستثمارات المباشرة في بالجزائر وذلك ب3.4 مليار دولار وتوقع أن تساهم المشاريع التي شرع في تنفيذها في قطاعات صناعية في رفع هذا الحجم إلى حدود 4 ملايير دولار في غضون السنوات القليلة القادمة. وللإشارة فقد بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الجزائر بين سنتي 2002 و2008 1056 مليار دولار، 40 بالمئة منها استثمارات عربية. وفي هذا السياق قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني السيد عبد الحميد سي عفيف أن الاستثمارات المصرية في الجزائر متنوعة وفي قطاعات عدة منها الاتصالات والحديد والمواد الصيدلانية وإنتاج الإسمنت. وأشار إلى أن ما يربط الجزائر بمصر لا يقتصر على ميدان واحد بل يمتد ليشمل جميع المجالات الأخرى ومنها الثقافية. وذكر بأن تنصيب هذه المجموعة يرمي إلى تعميق الحوار والصداقة بين برلمانيي البلدين وتبادل المعلومات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية المصرية السيد عبد العزيز قرشوش على عمق علاقات البلدين والشعبين مبرزا ضرورة تفعيل التبادل البرلماني بين البلدين. ومن جهة أخرى تم تنصيب أيضا المجموعة البرلمانية الجزائرية-البرتغالية التي تعد "وسيلة فعالة في تطوير العلاقات الدبلوماسية والدبلوماسية البرلمانية" بين الجزائر والبرتغال. كما تم التأكيد على أن العلاقات التي تجمع البلدين هي علاقات "تقليدية وتاريخية وأخوية" عرفت "دفعا قويا سنة 2003 ليتم بعد ذلك التوقيع على اتفاقية صداقة وحسن جوار إلى جانب اتفاقين آخرين للشراكة الاستراتيجية". وأكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-البرتغالية على توطيد العلاقات وأواصر الصداقة بن البلدين. ولدى تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الكورية الجنوبية تم التأكيد على نوعية العلاقات التي تجمع البلدين. للتذكير فإن البلدين قد وقعا على إعلان الشراكة الاستراتيجية ومنذ 2001 قاما بإنشاء لجنة مشتركة وصلت إلى دورتها الثالثة وقد أثمرت بالتوقيع على 30 اتفاقا في مختلف الميادين. كما أن حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين كان خلال فترة التسعينات 10 مليون دولار ليصل في نهاية سنة 2008 إلى7ر1 مليار دولار. وبالمناسبة ركزت رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الكورية الجنوبية السيدة مختارية رقيق في كلمتها على تعزيز علاقات الصداقة والأخوة والتبادل الثقافي والاجتماعيوالسياسي والاقتصادي بين الشعبين والبلدين.