اعتبرت التقارير المقدمة من قبل مديرية الفلاحة بقسنطينة وخلال الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي حول حملة الحصاد والدرس لسنة 2009 - ,2010 عاصمة الشرق الجزائري، ولاية نموذجية في مجال الحبوب الشتوية، حيث كشفت التقارير أن هذه الاخيرة تحتل مساحة 51 من المساحة الإجمالية المزروعة والمقدرة بأزيد من 66 ألف هكتار تدخل كلها في إطار تكثيف الحبوب، وكذا برنامج إنتاج البذور. وكان للظروف المناخية التي عرفتها الولاية مؤخرا حسب ذات التقرير، دور كبير في تحقيق موسم فلاحي جيد، حيث سجلت مصالح الأرصاد الجوية تساقط أكثر من 644 ملم من الأمطار خلال 79 يوما بدءا من شهر سبتمبر الفارط والذي سجلت به أكبر نسبة تساقط بلغت 8,134 ملم وصولا الى شهر جوان. من جهة أخرى، وحسب ما ورد في تقرير مديرية الفلاحة حول حملة الحصاد والدرس لسنة 2009 - ,2010 فإن عملية الحرث والبذر تمت في ظروف جيدة، بعد أن تم زرع وحرث مساحة 66.685 هكتارا من مختلف الحبوب الشتوية يتصدرها القمح الصلب بأزيد من 39 ألف هكتار تلاه القمح اللين ب 20.175 ألف هكتار والشعير ب 6095 هكتارا. وأضاف ذات التقرير أن المصالح الفلاحية ومن أجل ضمان مردود جيد، عملت على معالجة 70 بالمائة من المساحة الإجمالية المزروعة بمختلف الأسمدة والأدوية، كا تمكنت من معالجة مساحة 13.300 هكتار فقط من مختلف الحبوب التي أصيبت بأمراض وفطريات، خاصة وأن عاصمة الشرق تعتبر ولاية نموذجية في انتاج البذور التي وصلت الى أكثر من 260 ألف قنطار، إذ أنها لا تغطي احتياجاتها فحسب، بل أنها تعمل على تغطية احتياجات العديد من ولايات الوطن، فهي تخصص سنويا أزيد من 10.000 هكتار، حيث تحتاج الولاية الى 70 ألف قنطار من البذور حتى تتمكن من تغطية كامل احتياجاتها، في حين تصدر الفائض المقدر ب 70 الى الولايات المجاورة. كما سجل تقرير مديرية الفلاحة بالولاية وفي الحصيلة النهائية لعملية المراقبة والتصديق للبذور، أن المساحة الزراعية المرفوضة وصلت الى 16.315 هكتارا كانت أكبر مساحة منها للقمح الصلب ب 7175 هكتارا حيث أرجع التقرير سبب رفض المصالح الفلاحية للبذور القادمة من هذه المساحات الى الخليط النوعي، وكذا احتوائها على كمية كبيرة من الأعشاب الضارة. أما عن المردود الفلاحي الأعلى لهذا الموسم، فقد سجل التقرير احتلال محصول القمح مردود وصل الى 45 قنطارا في الهكتار، لتتمكن تعاونية الحبوب والبقول الجافة من جمع وتخزين أزيد من مليون و123 ألفا و284 قنطارا من مختلف الحبوب. كما كشف تقرير مديرية الفلاحة حول حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم، أن الكوارث الطبيعية وعلى رأسها الحرائق، أدت الى اتلاف أزيد من 7736 قنطارا من مختلف الحبوب، منها 86 هكتارا من القمح الصلب و29 هكتارا من القمح اللين بقيمة مالية وصلت الى حوالي 32 مليون دج، وهي الخسائر حسب ذات التقرير التي تعد بسيطة مقارنة بالخسائر التي عرفتها الولاية في السنوات الفارطة، مرجعة السبب الى تجنيد كافة الهيئات المعنية لتوعية الفلاحين بأخذ كامل التدابير والاحتياطات، مع اصدار اقتراحات من طرف مديرية الفلاحة للفلاحين لتجنب إتلاف محاصيلهم الزراعية كتجنب القيام بعملية الحصاد والدرس أوقات منتصف النهار، وهي أوقات الذروة التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، زيادة على حرص الفلاحين على مراقبة الآلات المستخدمة في عملية الحصاد انتظام.