يسير إتحاد الحراش بخطوات ثابتة في البطولة، حيث انتزع أول أمس فوزا ثمينا أمام شبيبة القبائل، في المباراة التي جرت بين الفريقين بملعب أول نوفمبر بالمحمدية، لحساب الجولة الثامنة من البطولة الإحترافية الأولى، بفضل الهدف الرائع الذي سجله المهاجم بوعلام في الدقيقة الثانية والعشرين من اللعب. ولم يجد الفريق الحراشي مقاومة كبيرة من شبيبة القبائل، التي ظهرت أغلبية عناصرها بعيدة عن مستواها الحقيقي، بدليل أنها لم تخلق أية فرصة للتسجيل طيلة المباراة ما عدا واحدة، ضيعها المدافع بلقالم في الدقيقة ال 44 أمام الحارس دوخة الذي تمكن من إخراج الكرة إلى ركنية. وعلى عكس ذلك، لعب المحليون بأكثر تركيز، حيث أمتعوا الجمهور بالطريقة التي انتهجوها لنقل الكرة بسرعة من الدفاع نحو الهجوم، وكان بوسعهم قتل المباراة لولا تسرعهم داخل منطقة الخصم، فضلا عن تضييعهم لضربة جزاء في الدقيقة ال.81 وبفضل هذا الإنتصار، صعد الفريق الحراشي إلى المركز السادس على بعد ستة نقاط على صاحب المركز الأول، حيث يقترب شيئا فشيئا من كوكبة المقدمة، مؤكدا أنه يجب أن يحسب له ألف حساب في بطولة هذا الموسم. وبرأي الملاحظين الذين يتابعون مسيرة الفريق في البطولة، فإن إتحاد الحراش قادر على لعب الأدوار الأولى في البطولة، بعد تسجيله لانطلاقة جيدة في المنافسة. ولا شك أن المسيرة الإيجابية للفريق الحراشي في البطولة ليست وليدة الصدفة، بل هي إنتاج عمل كبير يقوم به الطاقم الفني الذي يقوده المدرب بوعلام شارف، وبمساعدة كبيرة من اللاعبين السابقين للنادي ناصر بشوش وحسان بن عمر. ويملك إتحاد الحراش، على عكس المواسم الفارطة، تعدادا ذو نوعية جيدة مشكلا من لاعبين ذو تجربة، على غرار حنيستار، وبن عبد الرحمان، ودمو وغربي، وبوعلام وآخرين، شبان يمثلون حاليا مستقبل النادي وهم طواهري، وبن عياش، ولطرش، ولقرع وليمان وأوراس، حيث لم يعد الطاقم الفني يجد صعوبة لإعداد التشكيلة الأساسية، وقد خلق ذلك تنافسا كبيرا بين اللاعبين. المسيرة الإيجابية للنادي في بطولة هذا الموسم لم تأت من العدم، بل هي نتائج سياسة مدروسة تأتي في مقدمتها الإهتمام الكبير الذي يوليه المسيرون للفئات الشباينة التي تسير حاليا بأحسن تنظيم، على خلاف المواسم الفارطة، وسمح ذلك بتطعيم فريق الأكابر بعناصر شابة يريد الطاقم الفني جعلها في المستقبل القريب ركيزة التشكيلة الأساسية. وينوي المسيرون تحقيق قفزة نوعية في التكوين، سيما في حالة استقدام المدرب المخضرم حميد زوبا، صاحب التجربة الكبيرة في هذا المجال. ومع ترسيم الإحتراف، استطاع النادي أن يطبق سياسة مالية ناجحة نسبيا، بفضل استقدامه للعديد من الممولين، وسمح ذلك بتحقيق وفرة مالية معتبرة، ستجنبه الوقوع في أزمات مالية هو في غنى عنها. ويسعى النادي إلى الحصول على منشآت رياضية متواجدة في محيط مدينة الحراش، منها مركب منبع المياه ومقر جديد سيساهم في تشييده مستمثمرون من المنطقة الصناعية لبلدية وادي السمار، بالإضافة إلى رغبة مسيّريه في الإستفادة من الملعب الجديد لبراقي، الذي يفتح أبوابه في نهاية السنة القادمة. ولا شك أن عودة المسيرين القدامى على غرار عبد القادر مانع الذي يترأس مجلس الإدارة، سيساهم في استقرار النادي الموجود في حاجة ماسة إلى التفاف كل أبنائه حوله لضمان استقراره.