دعا الخبراء الجزائريون والألمان المختصون في مجال البيئة أمس الى بلورة أرضية ملائمة لاستغلال الطاقات المتجددة والبديلة، كالغاز الطبيعي وأشعة الشمس والمياه في المشاريع المستقبلية لإنتاج الطاقة الكهربائية بالجزائر. وأبرز البروفيسور أحمد خديم خلال تدخله في أشغال الجلسات التقنية التي ميزت اليوم الثاني للصالون الجزائري الألماني حول البيئة والتغيرات المناخية والنجاعة الطاقوية في طبعته الثانية الأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها مادة الغاز الطبيعي في تجميع وانتاج الطاقة الشمسية والهوائية لخلوها من المواد الملوثة للبيئة، مؤكدا على ضرورة تغيير التقنيات الكلاسيكية التي توظف فيها مواد المحروقات كوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية والمائية. وأكد السيد خديم الأستاذ المختص في العلوم التطبيقية بجامعة ألمانيا أن الاستثمار في ميدان الطاقات البديلة لاسيما الشمسية يعد محورا بالغ الأهمية بالنسبة للجزائر بالنظر لتعرض معظم مناطق الوطن لأشعة الشمس لساعات عديدة في اليوم. مشيرا للخبرة الألمانية الواسعة في استغلال الطاقة الشمسية سواء من خلال انتاج الطاقة أوتشغيل محطات ضخ المياه والمصانع الأخرى. ونوّه الخبير بالدور الكبير الذي سيلعبه الخبراء الألمان في شراكتهم مع نظرائهم الجزائريين بخصوص المشاريع المرتقبة كمشروع ''ألسولار'' أو ''الجزائر الشمسية'' المشترك مع ألمانيا والمتمثل في انجاز مركز لتجميع وتطوير الطاقة الشمسية بمنطقة بوركيكة ''تيبازة''، موضحا أنه المشروع الأول من نوعه إفريقيا والثاني عالميا بعد مركز ''يوليش'' بألمانيا. وقال في هذا الصدد ''ان مشروع ألسول'' يهدف الى انتاج الكهرباء باستعمال الطاقة الشمسية مع امكانية انتاج مادة الهيدروجين كطاقة مستقبلية واعدة يمكن توظيفها في انتاج الكهرباء وتجميع الطاقة الشمسية''. وتابع في هذا الإطار ''أن الخبرة الألمانية تعد قيمة في هذا المجال لانفرادها بأحد أكبر المراكز المختص في تجميع الطاقة الشمسية وتعزيز الشراكة معها في هذا الميدان مما سيفتح للجزائر آفاق الاستثمار الواعد في هذه الطاقات المتجددة. وذكر السيد خديم بمختلف الشركاء المرافقين لهذا المشروع الواعد كمديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي التابعة لوزارة لتعليم العالي والبحث العلمي والمراكز الوطنية المختصة في الطاقات المتجددة بالتنسيق مع المراكز والمعاهد الألمانية للبحث وتطوير الطاقات بمدينة ''يوليش''، اضافة الى الوكالة الفضائية بكولون. معتبرا أن هذا المركز سيعمل على انتاج ما يقارب 1000 ميغاوات/سا خلال السنة، انطلاقا من تخزين الحرارة الشمسية في أقصى نسبة تصل الى 700 درجة مئوية. ومن جهته قدم الخبير كول ممثل عن الشركة الألمانية كرافتن لاغن ميونيخ العديد من المشاريع الهامة المنجزة في ألمانيا في اطار الاستثمار في الطاقة الشمسية، على غرار تقنيات تحلية وتسخين مياه البحر وانتاج الماء الشروب، علاوة على تقنيات استعمال الرمال كوسيلة لتخزين الطاقة الشمسية. واقترح السيد كول اعتماد برامج تكوين للإطارات على مستوى الجزائر وبلدان المغرب العربي في تحويل الطاقات المتجددة، موضحا أن هذه المناطق ملائمة للاستثمار في مثل هذه التخصصات. كما أشار الى جاهزية فريق عمله التقني لمد يد المساعدة للخبراء الجزائريين في انجاز المشاريع المسطرة في المجال كمشروع حاسي الرمل بالجنوب الجزائري. وفي سياق متصل، تم تقديم العديد من المحاضرات التقنية من طرف أساتذة جامعيين حول مواضيع ذات صلة بحماية البيئة، كالمشاريع المغاربية المعتمدة لمواجهة أخطار التغيرات المناخية، ومواضيع أخرى تخص التنوع البيولوجي.