كانت مدينة البويرة أمس الجمعة المحطة الأخيرة لرحلة القافلة العلمية والثقافية حول القيم الروحية في الثقافة الشعبية وذلك بعد أن كانت قد حطت رحالها مساء أول أمس ببرج حمزة بعاصمة الولاية. وقد احتضنت دار الثقافة ''علي زعموم'' نشاطات هذه القافلة التي تضم كوكبة من المشايخ والمؤرخين والباحثين والأساتذة الجامعيين إلى جانب شخصيات وطنية وتاريخية وأئمة وإعلاميين ومنشطين في ميدان الفكر والثقافة. وجرى حفل افتتاح هذا الفضاء الثقافي والعلمي المتنقل الذي ترعاه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بإشراف كل من مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة الوصية والأمين العام لولاية البويرة اللذان أكدا في تدخلاتهما الأهمية البالغة التي تكتسيها هذه المبادرة للترويج للثقافة العلمية والثقافة الأمازيغية الإسلامية. كما تركزت التدخلات حول البعد الروحي الأمازيغي في رحاب هذه المنطقة المتمسكة بأصالتها وبالدين الإسلامي الحنيف. وبالمناسبة أكد مدير الثقافة الإسلامية لدى وزارة الشؤون الدينية في كلمته الافتتاحية على أن ''خدمة الثقافة الأمازيغية بالروح الوطنية هي في حد ذاتها خدمة للإسلام ولا يمكن الفصل بينهما كما لا يمكن ذلك بين مختلف الثقافات الأمازيغية والصنهاجية والزناتية'' وغيرها. وتميز نشاط القافلة العلمية والثقافية بعد ذلك بإلقاء محاضرات من طرف دكاترة وأساتذة من جامعتي تيزي وزو ووهران تعرض فيها أصحابها إلى البعد الروحي الأمازيغي. كما تم تسليط الضوء على الأعياد الدينية في منطقة القبائل ومدلولها الديني والاجتماعي. واستعرض المتدخلون من جهة أخرى مدى مساهمة علماء منطقة القبائل في الاجتهاد الديني واللغوي وكذا شرح البعد الروحي في الثقافة الأمازيغية إلى جانب تناول قصة سيدنا يوسف عليه السلام في التراث الأمازيغي. واختتمت هذه النشاطات العلمية والثقافية بتقديم مدائح دينية أدتها فرقة المديح لمدينة حيزر ومجموعة أشعار للشاعر أعمر خابو.