بعكف فرع المركز الثقافي بولاية الجلفة على تنظيم واحتضان شتى التظاهرات الثقافية، وسعيا إلى تجديد وتنويع هذه النشاطات، بدأ المركز في تنظيم سلسلة من النشاطات خارج مقر الولاية التي سميت بالقافلة الثقافية، حيث تزور هذه القافلة عددا من بلديات الولاية، وكانت محطتها هذه المرة بلدية دار الشيوخ 43 كم شمال شرق مدينة الجلفة. ويسعى المركز من خلال تنظيم تظاهرة القافلة الثقافية للوصول إلى أبعد النقاط الممكنة للتعريف بالمركز الثقافي الإسلامي كمؤسسة ثقافية فاعلة مثلما جاء على لسان رئيس فرعها بالجلفة السيد عبد الرحمان هزرشي الذي أكد أن هذا النشاط أتى أولا للتجديد في النشاطات التي ينظمها المركز بالجلفة، إضافة إلى محاولة تحريك الفعل الثقافي من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية مثل القافلة الثقافية التي حطت رحالها هذه المرة بدار الشيوخ، وذلك بالموروث الشعبي، وتعريفا بمختلف زوايا الجلفة، وشويخها وعلمائها، من جهة أخرى كان المركز الثقافي ببلدية دار الشيوخ قد احتضن نشاط القافلة الثقافية للمركز الثقافي الإسلامي، حيث كان عدد من الأئمة والأساتذة الجامعيين مثل الميلود قويسم، الطيب براهيمي، وكذا بلعدل الطيب وعزلاوي محمد، قد ألقوا مداخلات ركزت في مجملها على التصوف، إلى جانب مآثر الشيخ عبد الرحمان النعاس كأهم معلم من معالم الزهد والتصوف في منطقة دار الشيوخ، أو ما يعرف على اللسان الشعبي ب: »حوش النعاس« نسبة إلى هذا الولي الصالح. وفي ذات السياق نظم شيخ زاوية سيدي عبد الرحمان النعاس مأدبة غداء بمقر الزاوية على شرف القافلة الثقافية للمركز الثقافي الإسلامي، والذي أكد من جهته في حديث مع وفد القافلة على أهمية مثل هذه التظاهرات في ايصال رسالة الأجداد إلى الأحفاد، كما شدد على ضرورة كتابة تاريخ أعلام المنطقة بطريقة علمية تخضع لمقاييس جامعية، ليتقبلها الناس، معتبرا ذلك السبيل الأنجع لإزالة ما لحق تاريخ هؤلاء الأعلام من شوائب وخرافات على حد قوله ، وإضافة إلى ذلك رافق شيخ الزاوية وفد القافلة إلى ضريح الشيخ عبد الرحمن النعاس أين تليت فاتحة الكتاب ترحما على روحه. يذكر أن هذه التظاهرة تمت في غياب كلي للسلطات المحلية، الشيء الذي تأسف له الكثير من الحضور خاصة من شباب المنطقة، الذين لمسنا فيهم حماسة كبيرة إزاء نشاط القافلة، حيث اعتبروا أن مثل هذه النشاطات من شأنها إخراج معالم دار الشيوخ ومآثر شيوخها، وتراثها الثقافي من قبو النسيان إلى دائرة المعارف، وإيصالها إلى أبعد الحدود الممكنة، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل في ميادين الاتصال والمعلوماتية ------------------------------------------------------------------------