بدأت إيران أمس تشغيل مفاعل أولى محطاتها النووية في بوشهر بجنوب البلاد بتكتم يتناقض مع الضجة الإعلامية التي رافقت بدء تحميل الوقود في هذه المنشأة التي أثارت لسنوات طويلة جدلا كبيرا على الساحة الدولية. وقال علي اكبر صالحي رئيس البرنامج النووي الإيراني ''بدون حملة إعلامية وإعلان ثبتنا كل قضبان الوقود وأغلقنا غطاء المفاعل وننتظر الآن تسخين المياه تدريجيا في قلب المفاعل'' دون أن يوضح متى شرع في تنفيذ هذه الخطوة.وهو ما يطرح التساؤل حول سبب هذا التكتم لتشغيل المحطة النووية رغم أن طهران اعتادت في كل مرة على إظهار إمكانياتها سواء في المجال التكنولوجي أو العسكري في رسائل تحد واضحة للدول الغربية المشككة في سلمية البرنامج النووي الإيراني.وكانت السلطات الإيرانية نظمت شهر أوت الماضي زيارة لصحافيين إيرانيين وأجانب الى موقع بوشهر لمتابعة عملية بدء نقل الوقود الى قلب المفاعل في عملية وصفت بأنها انتصار كبير لإيران في مواجهة الدول الغربية التي حاولت منع طهران من التزود بمثل هذه المنشأة النووية.وقال صالحي ''نأمل بأن يتم ربط المحطة بشبكة الكهرباء الوطنية خلال شهر او شهرين''، مشيرا إلى أن ''احتفالا كبيرا'' سينظم شهر فيفري القادم بمناسبة الانتهاء من هذا الانجاز والذي سيصادف انتصار الثورة الإسلامية ضد شاه إيران محمد رضا بهلوي. وكان المسؤول الإيراني أعلن أن المحطة التي تبلغ قدرتها ألف ميغاواط ستربط بشبكة الكهرباء الوطنية عندما يبلغ المفاعل أربعين او خمسين بالمئة من قدرته.ورغم أن السلطات الإيرانية أرجعت سبب التأخير إلى الأحوال الجوية السيئة ثم الى ما قالت انه تسرب صغير قرب المحطة وأيضا الحرص على اتخاذ كل إجراءات السلامة لإطلاق أول محطة إيرانية بإشراف خبراء روس فإنها نفت أن يكون لهذا التأخير أي علاقة مع أضرار قد يكون سببها الفيروس المعلوماتي ''ستاكسنت'' الذي ضرب حوالي ثلاثين ألف جهاز كمبيوتر في إيران.