فصلت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، مؤخرا في قضيّة حيازة المخدّرات وتهريبها عن طريق جماعة إجراميّة منظّمة، حيث قضي غيابيّا في حق المتّهمين ال3 المتواجدين في حالة فرار وعلى رأسهم رئيس الشّبكة المدعو ''بوط''، وب20 سنة سجنا نافذا ضدّ 3 الموقوفين عن ذات الجناية. حيث التمس ممثّل الحق العام عقوبة السّجن المؤبّد. تعود وقائع القضية إلى تاريخ 7 نوفمبر 2009 على إثر معلومات وردت إلى مصالح أمن معنية مفادها نشاط شبكة ترويج مخدرات على محور تلمسانوهران، وبناء على ذلك تمكن عناصر الأمن من تحديد هوية أشخاص المشتبه فيهم في نشاط ترويج المخدرات، أين راحت تترصد تحركاتهم وقامت بإيقافهم بعد نصب كمين محكم بحمام بوغرارة ''مغنية''. تمكنت ذات العناصر من توقيف شخص على متن شاحنة، ويتعلق الأمر بالمدعو ''ن ك ع'' المنحدر من ولاية وهران والمكلف بنقل المخدرات من مغنية نحو وهران مقابل 3000 دج للكيلو غرام الواحد، عند تفتيش الشاحنة عثر بداخلها على كمية 175 كلغ محكمة التخبئة بأبوابها، وبعد استجوابه اعترف بالأفعال المنسوبة إليه، وأدلى بباقي أسماء المتورطين، وقال إن مهمته تكمن في نقل المخدرات نحو وهران وتسليمها للمدعو (ب.م) المكلف بتخزينها بإحدى الشقق الشاغرة التي يقوم بحراستها ابن عمه (ب.ح) مقابل 1000 دج للكيلوغرام الواحد، حيث يقتسمان المبلغ بينهما. ليأتي فيما بعد شخص مجهول الهوية مبعوث من قبل رئيس الشبكة المدعو (ب.م) الملقب ب''البوط'' المتواجد حاليا بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بباتنة، ويقوم الشخص المجهول بتسليم البضاعة لأشخاص آخرين يعملون على ترويجها في المدينة، كما أدلى الشخص الموقوف بأنه انخرط في الشبكة منذ ستة أشهر فقط، وتعتبر هذه عمليته الثالثة التي أحبطت وأوقعت به في شباك مصالح الأمن. عند توقيف المتهم (ب.م) وابن عمه (ب.ح) اعترفا بالوقائع المنسوبة إليهما جملة وتفصيلا، وأنهما كانا يتلقيان كميات تتراوح ما بين 70 و130 كلغ، كما أفضت التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن إلى العثور على أربعة مركبات نفعية تعود ملكيتها لرئيس الشبكة ''بوط''، كما حددت نوعية المركبة التي كانت تروج على متنها المخدرات بمدينة وهران وهي سيارة من نوع ''شوفرولي''. إذ صودرت المركبات الأربعة بالإضافة إلى مبالغ مالية من عائدات المتاجرة في المخدرات، إلى جانب الهواتف النقالة التي كانت تربط الاتصال الدائم بعناصر شبكة ''البوط'' المروجة للكيف المعالج.. عند امتثالهم أمس أمام محكمة الجنايات اعترفوا بالوقائع المنسوبة إليهم طالبين إفادتهم بأقصى ظروف التّخفيف من رئيس الجلسة.