دعا المشاركون في أشغال المؤتمر الخاص بالشراكة بين المجتمعات العلمية في الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر إلى تقوية روابط التعاون وتوسيع مجالات التبادل العلمي بين البلدين، من خلال تأسيس شبكة تضم كل الإطارات المسؤولة ذات وزن وقدرة في اتخاذ القرارات داخل الهيئات الحيوية بأمريكا لإشراك الباحثين الجزائريين في دعم معارفهم، والأكثر من ذلك المطالبة بتحويل التكنولوجيات والمعارف من الولاياتالمتحدة إلى الجزائر. وحسب السيد حفيظ أوراق المدير العام للبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا فإن اللقاء يهدف بالدرجة الأولى إلى إشراك الباحثين الجزائريين من الجالية بالولاياتالمتحدةالأمريكية في تقديم اقتراحاتهم الموضوعية إزاء النقائص التي تعرفها الجزائر في مجال البحث العلمي وكيفية استفادة الاقتصاد الوطني من نتائجه بخلق شبكة تضم هؤلاء الفاعلين. وأوضح السيد أوراق أنه تم تنظيم ثلاث ورشات عمل خلال هذا اللقاء وأن المؤتمر جرى في روح تعزز فيها الشراكات بين المجتمعات العلمية الجزائرية المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي الجزائر، وذلك من خلال التبادل والتعاون بين المهنيين من مختلف المجالات على غرار البحث العلمي في مجال إدارة المخاطر الكبرى كالزلازل والفيضانات، حيث تسعى الجزائر إلى الاستفادة من النظام المعمول به في الولاياتالمتحدة للوقاية من الكوارث الجسيمة ومجال العلوم الطبية كالسرطان والأمراض الجنسية والأمراض المعدية والبيوتكنولوجيا. ودعا السيد أوراق حفيظ إلى استحداث هيئة لتسيير الكوارث لها القدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، بالإضافة إلى رسم خريطة وطنية تحدد مناطق الأخطار الطبيعية وذلك عبر وضع إطار تنظيمي لتكوين الطلبة الجزائريين في دورات قصيرة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، على اعتبار أن الإمكانيات العلمية متاحة هناك. ودعا المجتمعات العلمية الموجودة بأمريكا للضغط من أجل تكوين الباحثين الجزائريين هناك والاستفادة من تكوين تطبيقي في المخابر الخاصة بمواجهة المخاطر، وهو أمر كفيل بتحويل التكنولوجيات والمعارف إلى الجزائر. وأبدى المشاركون استعدادهم للتعاون. وحسب الخبير في دراسة الكوارث الطبيعية والصناعية بأمريكا السيد عمر خميستي فإن اللقاء الأول مع الباحثين الجزائريين جاء لتشخيص النقائص والبحث عن الأسباب التي أدت إلى خسائر كبيرة في زلزال بومرداس مثلا، ومن ثم طرح اقتراحات على ضوئه، مجددا استعداده للشراكة ومساهمته في هذا المسعى لتجنب كوارث أخرى في المستقبل، مذكرا بالكفاءة الجزائرية في هذا الميدان بأمريكا. من جهته، اقترح الدكتور محمد بلعزوق ميكانيزمات تفعيل قانون 0204 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004 الخاص بالوقاية من الكوارث الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة، من خلال إشراك كل القطاعات المعنية في اتخاذ القرارات الصارمة من أجل الوقاية من الكوارث وتنصيب اللجنة الوطنية للكوارث الكبرى التي أقرها القانون سريعا، حيث أن اللجنة بإمكانها تجاوز العراقيل الموجودة بين القطاعات وتوحيد قراراتها. وكان رئيس المؤسسة الجزائرية-الأمريكية من أجل التكنولوجيا الأستاذ عميروش قد صرح أول أمس -في افتتاح أشغال المؤتمر- أن التقارب في مجال العلوم والتكنولوجيا بين الجزائروالولاياتالمتحدة يشكل الهدف الأسمى للجمعية وأن الجزائروالولاياتالمتحدة تربطهما علاقات وثيقة في المجالين الطاقوي والأمني و''نحن نريد أن نحقق ذلك في مجال العلم والتكنولوجيا''. ولدى تقييم عدد المنخرطين في هذه المؤسسة التي يقدر عدد أعضائها ب350 منخرطا اعتبر الأستاذ عميروش أن أحد أهداف الندوة يكمن في تحديد أولويات الجزائر في المجالات الكفيلة بأن تشكل محور أبحاث مطورة. ومن جهته، أكد سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر السيد دافيد بيرس في مداخلته أن بلده يطمح إلى تحقيق تعاون علمي مكثف مع الجزائر التي ''تعتبر بلدا معروفا لدى الأمريكيين''، وقال ''إننا نشجع الطلبة الجزائريين خصوصا في ميادين العلوم والتكنولوجيا للتوجه إلى الولاياتالمتحدة من أجل الدراسة''، مضيفا أن بلده لن يدخر أي جهد من أجل تطوير العلاقات في المجال العلمي. ويرى سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر أنه من المهم جدا ''الاستفادة'' من خبرة الأخصائيين الجزائريين المقيمين بالولاياتالمتحدة لأن هؤلاء كان لهم الحظ في التعرف على البلدين. وأوضح السفير الأمريكي أنه في إطار هذا التعاون ستنشئ الولاياتالمتحدة قريبا مكتبة افتراضية مضيفا أن مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا تشكل كلها مواضيع مهمة بالنسبة لبلده.