شدد البروفيسور إلياس زرهوني، المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي، أن قرار إدارة البيت الأبيض بإدراج الجزائر ضمن قائمة "بلدان الخطر"، لم تكن له أية دوافع أو تمييز تجاه الجزائر... وقال إنه على السلطات الجزائرية العمل من أجل ما أسماه "تقليص هذا الخطر" بدل الحديث عن وجود إجراءات تمييزية ضدها، مؤكدا أن زيارته تأتي للسماع للمسؤولين الجزائريين وتحديد أولويات التعاون في سبعة ميادين أساسية، مضيفا أن عدد الجزائريين المسجلين في السفارة الجزائرية بأمريكا يفوق 13 ألف جزائري 1200 منهم ذوي الكفاءات العالية في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا. أفاد الجزائري إلياس زرهوني خلال ندوة صحفية نظمها أمس بمعهد الطب "لابيرين" أنه من الخطأ الحديث عن وجود إجراءات تمييزية ضد الجزائر بعد قرار الإدارة الأمريكية شهر ديسمبر الماضي إدراجها ضمن قائمة من 14 دولة في العالم توصف ب "بلدان الخطر"، نافيا أن يكون هناك تناقض في معيار اختيار هذه البلدان وبالخصوص فيما يتعلق بالجزائر. وبرأي زرهوني فإنه ليس هناك أي مشكل من خلال هذا الإجراء، وذهب إلى القول "ليس من السهل أن تكون مسؤولا على بلد مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالتالي يجب أن تكون واثقا من أن رعاياك في مأمن"، مضيفا "ليس هناك تمييز ضد الجزائر وإنما هناك مشكل تقني، وهذا ما وقفت عليه شخصيا عندما سألت كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون فيما يخص هذه القضية، ولذلك يجب التفكير في حلول حول كيفية تخفيض هذا الخطر"، والأكثر من ذلك فإن المتحدث لا يرى حلا غير الذي قررته إدارة أوباما. أما بخصوص أجندة زيارته إلى الجزائر، فإن البروفيسور إلياس زرهوني، أوضح بأنها تأتي في إطار "الرؤية الجديدة للرئيس الأمريكي" تجاه العالم الإسلامي، مضيفا بأن مجيئه سيكون فقط من أجل الاستماع إلى المسؤولين الجزائريين بشأن سبعة ميادين للتعاون أهمها "الأمن الغذائي، الطاقة، المياه، التربية، التغيرات المناخية، الصحة، وكذا كيفيات الاستفادة من العلوم والتكنولوجيا لخلق التنمية"، واعتبر أنه على الجزائر أن تحدد أولوياتها في هذا المجال من أجل الشروع في تطوير الشراكة بين الجانبين. كما أشار المتحدث، الذي كان يشغل في عهد الرئيس "جورج والكر بوش" منصب المسؤول الأول على المعاهد الوطنية للصحة وهي أكبر هيئة طبية في العالم، إلا أن الرئيس "باراك أوباما" يرى بأن الشراكة مع الجزائر أمر مهم ولا بد من تطويرها أكثر، وقال "على الجزائر إذن أن تحدد أولوياتها.. وأن تضع رؤية واضحة قائمة على الشفافية، لأن الحل لا يمكن أن يأتي من الخارج"، قبل أن يشير إلى أن المشكل الذي قد يعيق التواصل هو اللغة وكذا مدى استغلال التكنولوجيات الحديثة للتواصل بين مختلف الباحثين، وكذا الجامعات وحتى الطلبة، وقد بدا زرهوني واثقا من أنه بإمكان الجزائر التخلّص من تبعيتها المطلقة للمحروقات واستغلال كل الفرص والموارد التي تتوفر عليها. كما كشف البروفيسور والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلياس زرهوني في تصريح خاص ل"الشروق" أنه نجح في تأسيس ما يسمى بالهيئة الجزائريةالأمريكية في جانفي الفارط بمشاركة أكثر من 150 جزائري من أعلى المستويات والتي تعتبر سابقة في العلاقات الأمريكية العربية تهتم بتطوير الكفاءات والقدرات بين البلدين، كما عبر عن افتخاره بجزائريته عندما تحدث عن نشاط دائم يقوم به في إطار جمعية الباحثين الجزائريين المقيمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي يفوق عددهم 1200 باحث من ضمن 13 ألف جزائري مسجل في السفارة الجزائرية في أمريكا.