يدخل فيلم ''راوز'' للمخرج عبد النور زحزاح، مسابقة الأفلام العربية القصيرة التي ستتنافس لنيل ''المهر العربي'' للأفلام القصيرة، إلى جانب الفيلم القصير الجزائري ''لن نموت'' لأمل كاتب، في فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع، الذي يرفع شعار ''ملتقى الثقافات والإبداعاتّ، والمزمع تنظيمه من الثاني عشر إلى غاية 19 من ديسمبر الجاري. وتدور أحداث ''راوز''، حول أب وابنه يعملان في مجال صنع عرائس أو ما يعرف ب''الراوز''، حيث يتنقلان بين مدارس منطقة تيبازة وقراها المعزولة لتقديم عروض لعرائس الدمى، وفي إحدى المرات بينما هما في طريقهما إلى إحدى المدارس يتعرضان لمشاكل يفقدان إثرها عرائس الراوز، وفي تلك الرحلة تنكشف العديد من القضايا الإجتماعية وتتوثّق علاقة الأب بابنه، خاصة بعد كلّ ما يتعرّضان له، ويبقيان صامدين في مواجهة الصعوبات وتهكّم الآخرين. يعالج الفيلم قضية الأحلام البريئة الممنوعة في فكر الأصولية المتطرّفة، حيث تدور أحداث الفيلم حول مسرح ''راوز'' الخاص بالأطفال، والذي يهدف أساسا إلى إسعادهم وإبهاجهم، لكن طاقم المسرح يصطدم بالواقع المر الذي يحرم حتى الأطفال من الإبتسامة. الفيلم عمره الزمني 26 دقيقة، يتفاعل فيها الممثلون مع أدوارهم، حيث يؤدي محمد أركي دور الأب مختار والممثل فاروق أركي دور الإبن نبيل، وهما عضوا الفرقة التي تتنقل عبر المداشر خاصة النائية، من أجل صنع فرجة الأطفال لكنهم في الواقع يرسمون للجمهور المتتبع مشاق العمل والعصبيات المنتشرة في المجتمع، وتحديات بناء الفرح في مجتمع تسيطر عليه أنانية متعصبة. البداية من كوخ بأعلى الجبل، حيث تعيش عجوز رفقة ابنيها رغم ضنك العيش، لينتقل إلى صورة أخرى يسلب فيها أحد المسلحين دمية الصغير نبيل، ليفتح المجال لفكر الصغير الذي يحاول إقناعهم بأنّ مسرح ''الراوز'' لا يتعارض مع القيم الدينية، لتتوالى أحداث الفيلم الذي يعالج قضية واضحة المعالم في محيط زمكاني واضح لا يحتاج للإكتشاف، لكن ما يحتاج للإكتشاف حقا هو البنية الفنية للفيلم القصير الذي عالج عمق المجتمع الذي ارتبطت فيه أحلام الصغار بالكبار ولكل مسرحه الخاص. وتأتي مشاركة ''راوز'' (سبتمبر 2010)، الذي ينتمي إلى فئة السينما الوثائقية التي تتناول السيرة الذاتية، ومن إنتاج مؤسّسة ''ليث ميديا''، بعد حصوله بحر هذا الأسبوع على جائزتين في مهرجان الفيلم القصير بأكس انبروفانس (فرنسا)، هما جائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الشابة. وقد حصد الفيلم، الذي يجسّد أشخاصه كلّ من الممثل الطاهر بن عياشي، فاروق إركي، أحمد إركي ويوسف عباس، وتمّ تمويل بفضل صندوق المساعدات التقنية والصناعة السينماتوغرافية بمساهمة المركز الثقافي الإيطالي في الجزائر، ثلاثة جوائز في أقل من ثلاثة أشهر، وكانت أوّل جائزة يفوز بها هي جائزة الجمهور خلال الطبعة الثانية والثلاثين لمهرجان السينما المتوسطية في مونبوليي في أكتوبر الفارط. وعلى صعيد متّصل، تم انتقاء 15 فيلما لدخول منافسة ''المهر العربي'' للأفلام القصيرة، ومن ضمن هذه الأفلام 7 أفلام سيكون عرضها العالمي الأوّل في مهرجان دبي، و3 في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، فيما توقّع 4 أفلام عرضها لأول مرة في منطقة الخليج العربي، وذلك من مجموعة الأعمال السينمائية التي تقدّم بها سينمائيون عرب من الإمارات، الكويت، السعودية، لبنان، سوريا وكذا المغرب، الجزائر، تونس، مصر، وأيضا فرنسا، المملكة المتحدة وكندا. وأوضح عرفان رشيد، مدير البرامج العربية في مهرجان دبي السينمائي الدولي، أنّ الأفلام تروي قصصا تعكس جزء من واقع الحياة اليومية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحياة العرب في الخارج، وهي تعدّ مرآة حقيقية للواقع الحالي للحياة في الوطن العربي.