نأكدت هذا الأسبوع مشاركة الجزائر بفيلمين ''خويا'' لمخرجه يانيس كوسيم و''الراكب الأخير'' للمخرج مؤنس خمار في مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان ابو ظبي السينمائي في دورته الرابعة المزمع تنظيمها خلال الفترة الممتدة من 14 الى 23 اكتوبر 2010 والمسابقة سيرأس لجنة تحكيمها المخرجة والفنانة الايرانية شيرين نشاط رفقة 5 اعضاء حيث تلقت ادارة المهرجان هذا العام 1200 مشاركة اختارت منها 44 فيلما قصيرا من 25 بلدا وزعت على مختلف برامج مسابقة الفيلم القصير. مسابقة الأفلام القصيرة متاحة أمام الأفلام التي لا تتجاوز مدتها ال 35 دقيقة أو أقل، بفئتي الروائي والوثائقي بما يتضمن مشاريع الطلبة، ومن جميع أرجاء العالم. ستتنافس هذه الأفلام على جوائز اللؤلؤة السوداء التي تتراوح قيمتها بين 000,5 دولار (300,18 درهم) و 000,25 دولار (800,91 درهم) وذلك في الفئات الخمس التالية: أفضل فيلم روائي قصير، أفضل فيلم وثائقي قصير، أفضل فيلم قصير من العالم العربي، أفضل فيلم تحريك قصير، وأفضل فيلم طلبة قصير. اللافت للانتباه في قائمة المشاركين هذه السنة بمسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان ابو ظبي السينمائي ان عدد المخرجات المشاركات قد وصل الى 15 مخرجة وفيلما كما سنكتشف من خلال هذه المنافسة وقوف بعض الممثلات النجمات وراء الكاميرا لاخراج أفلامهن كالممثلة الفلسطينية عرين عمري زوجة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وعنوانه ''الدرس الأول'' والممثلة الفرنسية من أصول تونيسية -جزائرية حفصة حرزي والمعنون'' الخطبة''. كما أن الأفلام الإيرانية القصيرة حازت على نصيب الاسد في المنافسة هذا العام حيث بلغ عددها خمسة هذا بالاضافة الى خمسة أفلام عرض عالمي اول وهي: ''ابنة الرجل'' للمخرج مانويل شايرا من فرنسا ''الالبوم'' للمخرجة الونيسية شيراز فرادي ''دفعة رقيقة'' للمخرج فيليب كينيربين من بلجيكا ''صلصال''للمخرج أحمد النجار من مصر'' الدرس الاول'' لعرين العمري من فلسطين. تشكل صناعة الأفلام القصيرة جزءاً حيوياً من الصناعة السينمائية، بما يجعلها مساحة إعداد للمخرجين الشباب ومختبراً يعاينون من خلاله أفكاراً جديدة فيما يخص المشاركة الجزائرية ستكون من خلال فيلم ''الراكب الأخير'' الذي جاء بطريقة فنية وتقنية مبتكرة انعدم فيها الحوار مع طغيان جرعة جميلة ورائعة من الأحاسيس الإنسانية التي تستنطقها كاميرا المخرج مؤنس خمار(نجل الشاعر الجزائري الكبير ابو القاسم خمار) الذي حاول في سبع دقائق تسليط الضوء على هموم فنان شاب يعاني ''الكبت''، جسّد شخصيته الممثل المتألق محمد بوشايب (بطل المخرج الجزائري الياس سالم بفيلمه "مسخرة'')، يقرر إنهاء حياته، ووضع حد لمعاناته اليومية ويندثر الجسد لتروي روحه بعد لقطة الانتحار معاناته اليومية وخيباته الفنية والعاطفية ووقع الفاجعة على محيطه وعائلته لان روحه أبت إلا التألق والتواجد على خشبة المسرح. وتضم مشاهد الفيلم القصير المكثفة مناظر طبيعية وإنسانية خلابة عن الجزائر ويوميات المجتمع والتي صوّرت في مجملها بقصبة العاصمة وباب عزون وباب الوادي، يتقمص شخوص العمل السينمائي إلى جانب بوشايب وجوه فنية جزائرية معروفة؛ على غرار الراحل الاسبوع الماضي ''العربي زكال'' الذي أبدع طوال مشواره الفني رفقة العديد من المخرجين الجزائريين أبرزهم لخضر حمينة وفيلمه ''وقائع سنين الجمر'' المتحصل على السعفة الذهبية العربية الوحيدة بمهرجان ''كان'' كما شارك ذات الممثل بدور ثانوي في فيلم ''خارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب. نذكر ايضا من الوجوه الفنية بالفيلم ''أحمد بن عيسى'' وهو أيضا أحد ممثلي رشيد بوشارب. الى جانب كوكبة الجيل القديم من الممثلين نكتشف الجيل الجديد من خلال "مليكة بلباي''''خالد بن عيسى''''سامية مزيان'' وآخرين. أما الفيلم الثاني فهو''خويا'' ليانيس كوسيم الذي تحصل مؤخرا على جائزة نمر الغد بمهرجان لوكارنو يصور الفيلم عائلة مكونة من الأم (صونيا) وثلاث بنات (منهن سامية مزيان) والأخ (نبيل عسلي)، حيث يسيطر منطق السلطة والصوت المفرد على الأخ بتواطؤ مع الأم، رغم كونه يصغر شقيقاته سنا، وما يزال طالبا في الجامعة. علما ان هذا الفيلم القصير قد تم عرضه، ضمن احدى فعاليات مهرجان كان السينمائي المعروفة ب ''الشورت كورنر''، وذلك خلال الطبعة الثالثة والستين من المهرجان المذكور. وإذا كان جديد المهرجان العام الماضي هو تعيين بيتر سكارلت مديرا جديدا له خلفا للاعلامية نشوة الرويني، فإن جديد الدورة الرابعة لهذه السنة هو تعيين السينمائي والممثل والمخرج الامارتي علي الجابري على راس مسابقة الامارات (مسابقة أفلام من الإمارات سابقاً) التي سيتم للمرة الأولى إدراجها تحت راية مهرجان أبوظبي السينمائي وكبرنامج من برامجه وسيرأس لجنة تحكيم مسابقة الامارات المخرج التونسي نوري بوزيد رفقة 5 أعضاء. اللافت للانتباه هذه السنة هو تزايد عدد المشاركات التي بلغت حسب المنظمين 134 فيلم اختير منها 47 فيلما قصيرا من الامارات قطر السعودية عمان و20 فيلما روائيا قصيرا موزعة على برنامجين 8 افلام وثائقية قصيرة 9 افلام روائية قصيرة فئة الطلبة كما تتضمن المسابقة 15 عرضا عالميا اول وأعمالا ل 14 مخرجة وستتنافس ضمن جوائز اللؤلؤة السوداء أفلام من دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات، السعودية، الكويت، البحرين، عمان، قطر)، إضافة لأفلام أخرى تركز على تاريخ وتراث المنطقة للفوز بجوائز تتراوح قيمتها بين 700,2 دولار (000,10 درهم) و 500,9 دولار (000,35 درهم) وذلك في الفئات الخمس التالية: الأفلام الروائية القصيرة، الأفلام الوثائقية القصيرة، الأفلام الروائية القصيرة من إخراج الطلبة، الأفلام الوثائقية القصيرة من إخراج الطلبة، مسابقة السيناريوهات. مهرجان أبوظبي السينمائي هو المهرجان الوحيد في المنطقة الذي يلتزم بعرض الأعمال الجديدة والمميزة لصانعي السينما العرب لتشارك في المسابقة إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، ويقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبوظبي وسيلة لتبادل الأفكار من خلال فن السينما، مع التركيز بقوة على الأصوات الجديدة والجريئة في السينما العربية التي تتناغم مع الدور الذي تلعبه أبوظبي بوصفها عاصمة الثقافة في المنطقة بينما يشكل المهرجان مساحة للعالم لاكتشاف ومعاينة نبض آخر ما توصلت إليه السينما العربية. وسيتم الإعلان عن البرنامج الكامل لمهرجان ابو ظبي السينمائي بحر الأسبوع القادم وتحديدا يوم الاثنين القادم الموافق ل 27 سبتمبر حيث سيتم الكشف عن قائمة الأفلام الروائية الطويلة التي ستتنافس على اللؤلؤة السوداء لهذا العام.